أوروبا مهدد بـ”وحش الجفاف”

 

“يبدو أنّ التفاؤل باقتراب دخول أوروبا موسم الخريف الذي يجلب الأمطار في شكل متطرف أحياناً، ويتسبب في فيضانات، لا يتناسب مع الآثار الكارثية لموسم الجفاف الأسوأ الذي تشهده القارة منذ 500 سنة”. هذا ما ينقله تقرير أصدره أخيراً مركز الأبحاث المشتركة “جي آر سي” التابع للمفوضية الأوروبية الذي يدرس أهم التحديات التي تواجه مجتمعات القارة، ويقدم إرشادات وتوصيات بما يجب تنفيذه لتخطي المشاكل.
ويوضح خبراء المركز أنّ “الجزء الأوروبي من روسيا يستطيع أن يعتمد على إنتاج قياسي للحبوب هذا الصيف، لكنّ هذه الحال لا تشمل غالبية دول الاتحاد الأوروبي، من ألمانيا إلى جنوب القارة، التي ستضرب موعداً مع كارثة على مستوى الأمن الغذائي تتأثر بانخفاض غير مسبوق في محاصيل الحبوب، بسبب حالات الجفاف التي هبت على القارة. وفي مقدمة هذه المحاصيل، القمح والذرة ودوار الشمس وفول الصويا، وأخرى كثيرة تعتبر مهمة لتأمين الغذاء في أوروبا. وقد ينعكس ذلك سلباً على الأسعار ويرفع تكاليف عيش المواطنين”.
ويتوقع التقرير انخفاض إجمالي محصول القمح في الاتحاد الأوروبي بنسبة تزيد قليلاً عن واحد في المائة مقارنة بمتوسط السنوات الخمس السابقة، لكنه يشير إلى أنّ “الخسائر ستكون أكبر بكثير بالنسبة إلى بلدان مثل إسبانيا وإيطاليا والبرتغال وفرنسا والمجر، وقد تتراوح بين 2.9 في المائة و16 في المائة”.
ويتوقع باحثون أوروبيون استمرار ارتفاع درجات الحرارة في سبتمبر الجاري وأكتوبر المقبل، وتواصل الجفاف الذي يرون أنه يقترب من نصف مساحة الاتحاد الأوروبي (47 في المائة منها)، مع ملاحظة أن 17 في المائة من أراضي القارة شهدت حالات الجفاف الأشد.

Exit mobile version