ملك بريطانيا الجديد.. تفاصيل حياته وعاداته اليومية المثيرة

 

في عرض يتسم بالفخامة يعود تاريخه إلى ألف عام، يتوج تشارلز الثالث، اليوم السبت، ملكا لبريطانيا في أكبر احتفال رسمي تشهده بريطانيا منذ 70عاما.

وتولى تشارلز حكم بريطانيا خلفا لوالدته الملكة، إليزابيث الثانية، عقب وفاتها في سبتمبر الماضي، وسيصبح في سن الرابعة والسبعين أكبر ملك بريطاني يضع على رأسه تاج سانت إدوارد المصنوع منذ 360 عاما عندما يجلس على كرسي العرش الذي يعود إلى القرن الرابع عشر في كنيسة وستمنستر في لندن.

ويحضر التتويح نحو مئة من قادة الدول وكبار الشخصيات ومنهم السيدة الأميركية الأولى جيل بايدن، حيث يتوج تشارلز على غرار 40 من أسلافه في كنيسة وستمنستر التي شهدت جميع مراسم التتويج بالبلاد منذ وليام الفاتح في 1066.

تشارلز هو الابن الأكبر بين أربعة أبناء ولدوا للملكة من زوجها الراحل الأمير فيليب، عندما تولت والدته العرش في سن 25 عاما، أصبح الوريث الشرعي لبريطانيا وعمره ثلاث سنوات فقط، من بين الألقاب التي حملها: أمير ويلز ودوق كورنوال ودوق روثساي وإيرل كاريك.

تشارلز هو أول ملك لبريطانيا تلقى التعليم في صغره في المدرسة، إذ تلقى جميع أسلافه تعليمهم على يد معلمين خصوصيين، التحق تشارلز بمدرسة هيل هاوس في غرب لندن قبل أن ينتقل إلى مدرسة تشيم الداخلية في بيركشير، نفس المدرسة التي درس فيها والده الراحل الأمير فيليب، ويصبح الطالب الممثل لها فيما بعد.

انتقل بعد ذلك إلى مدرسة جوردونستون الداخلية التي كانت تحكمها قواعد صارمة في اسكتلندا حيث درس فيليب أيضا. وخلال رحلته التعليمية أمضى تشارلز فصلين دراسيين في مدرسة غيلونغ غرامر التابعة لكنيسة إنكلترا في ملبورن بأستراليا.

والتحق تشارلز بكلية ترينتي بجامعة كمبردج لدراسة علم الآثار والأنثروبولوجيا الفيزيائية والاجتماعية، لكنه تحول لاحقا إلى دراسة التاريخ. كما دراس لفصل دراسي واحد في كلية جامعة ويلز في أبيريستويث لتعلم اللغة الويلزية.

تزوج تشارلز من الأميرة ديانا في عام 1981، وأصبح الزوجان معروفين باسم أمير وأميرة ويلز.

رزق الزوجان بطفلين هما الأميران وليام وهاري، قبل أن ينفصلا في عام 1992 بعد فترة زواج عاصفة.

في عام 1986، جدد تشارلز علاقته مع كاميلا باركر بولز، وهي المرأة التي وصفها فيما بعد بأنها “حب حياته”.

واصل الزوجان الملكيان واجباتهما العامة لكن كلا منهما عاش حياته الخاصة بمعزل عن الآخر.

أجرى الأمير تشارلز مقابلة تلفزيونية عام 1994 اعترف فيها بالخيانة الزوجية، قائلا إنه ظل مخلصا في زواجه “حتى انتهى بشكل لا رجعة فيه على الرغم من أن كلانا حاول”.

في 28 أغسطس 1996، تم الطلاق بين تشارلز وديانا لينتهي زواج دام 15 سنة.

بعد وفاة الأميرة ديانا في عام 1997 نتيجة حادث سيارة في باريس، تزوج تشارلز من كاميلا باركر بولز، المعروفة الآن باسم دوقة كورنوال، في عام 2005.

أمير مدلل

في وثائقي عرض عبر منصة أمازون برايم  “Serving the Royals: Inside the Firm”، كشف أن طاقم الأمير في “منزل كلارنس”، موقع سكنه الأصلي، كانوا يطلقون على تشارلز وصف “الأمير المدلل”.

وفي مقال نشرته مجلة كوزموبوليتان، نقلا عن الخادم الشخصي السابق للأميرة ديانا، بول بوريل، أن الملك تشارلز “الأمير وقتها” يحب أن “تكوى أربطة حذائه” كل صباح، وتكوى بيجاماته ليلا قبل أن ينام بها.

وأشارت المجلة إلى أنه “يجب أن تكون سدادة الحمام في وضع معين ويجب أن تكون درجة حرارة الماء فاترة فقط”.

ليس ذلك فحسب، بل إن تشارلز الأمير لا يقوم حتى بعصر معجون أسنانه بنفسه، وفقا لما نقلته عن بوريل، وإنما “يطلب من خادمه أن يضغط بوصة واحدة “2.5 سم” من معجون الأسنان على فرشاة أسنانه كل صباح”، وفقا للمجلة.

وقال بوريل الذي اتهم بسرقة متعلقات ملكية، بحسب موقع “The List” إن تشارلز “يغير ملابسه خمس مرات في اليوم” وإنه كان يترك ملابسه باهظة الثمن ملقاة في جميع أنحاء المكان، مع توقع أن يقوم أحد خدمه بالتنظيف بعده.

كما نقل الموقع عن الكاتبة تينا براون أن الملك طالب بنقل مجموعة أثاث غرف نومه بالكامل إلى أي سكن للضيوف.

وقالت براون في كتابها (The Palace Papers): “عندما سافر للإقامة في منازل الأصدقاء الريفية، وصلت شاحنة في اليوم السابق، حاملة سريره وأثاثه وحتى صوره”.

ونقل الموقع عن مقدم البرامج التلفزيونية، جيريمي باكسمان، قوله إن تشارلز يتناول بيضة مسلوقة على الإفطار، ولكن ليس فقط أي بيضة مسلوقة. حيث يتم إعداد سبع بيضات بمستويات متفاوتة من الطهي، للتأكد من أن البيضة هي بالصلابة التي يحبها الأمير بالضبط.

وفي عام 2002، نقلت صحيفة “ذا غارديان” أن أحد رؤساء الخدم ويدعى، مايكل فوسيت، كان مقربا من تشارلز، وهو ممن رافقوه إلى مواعيد الأطباء، وكان يتعين عليه حمل عبوات العينات المخصصة لجمع البول وغيرها من السوائل التي كان من الواجب فحصها. لكن الصحيفة ذكرت أن إحدى ذراعيه كانت مكسورة في ذلك الوقت.

لا يتناول تشارلز وجبة الغداء، كما أن الشاي المفضل له هو شاي دارغيلنغ بالعسل والحليب.

عاشق للرياضة والموسيقى

كان تشارلز في شبابه عاشقا لرياضات التزلج وركوب الأمواج والغوص. وظل حريصا على ممارسة لعبة البولو لأكثر من 40 عاما حتى تركها عام 2005 وعمره 57 عاما.

خاض منافسات رياضية حتى عام 1993 وتعرض ذات مرة لكسر مضاعف في الذراع اليمنى جراء سقوطه أثناء اللعب، وهو ما تطلب إجراء جراحة وتطعيم عظمي. كما أدى حادث تعثر آخر في عام 2001 إلى دخوله المستشفى.

وشارك الأمير أيضا في ستة سباقات فروسية للهواة بين عامي 1980 و1981، وحصل على المركز الثاني مرتين ولكنه سقط من على الفرس مرتين أيضا.

تشارلز شغوف بالفنون وخاصة أعمال شكسبير التي اقتبس منها عدة مرات في كلمات أدلى بها منذ أن خلف والدته الملكة إليزابيث الثانية على العرش.

تعلم في المدرسة العزف على آلات البيانو والبوق والتشيلو، وشارك في عدد من العروض المسرحية بما في ذلك دور البطولة في مسرحية عن قصة “ماكبث” لشكسبير. كما أن تشارلز من عشاق الأوبرا والموسيقى الكلاسيكية، لكنه يذكر أيضا أن ليونارد كوهين واحد من الفنانين المفضلين لديه.

مدافع عن البيئة

ويعرف الملك تشارلز بدفاعه المستمر عن البيئة، وكان مؤيدا لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ لسنوات – حتى أن أمير موناكو ألبرت وصفه بأنه “متقدم على المنحنى” حول هذا الموضوع.

كما أنه من أنصار الزراعة العضوية وأسس شركة، Duchy Originals، التي تبيع الأغذية والمنتجات المصنوعة بشكل مستدام، وفقا لمجلة بيبول.

قام بتغيير سيارته القديمة Aston Martin حتى تتمكن من العمل على وقود الإيثانول الحيوي، المصنوع من فائض النبيذ الإنكليزي. حتى أنه اعترف بأنه يتحدث إلى النباتات في مزرعته.

ووصف تقرير لصحيفة واشنطن بوست تشارلز بـ”ملك المناخ” خاصة لتصريحاته المتكررة ودفاعه عن قضايا البيئة، معيدا التذكير بتصريحاته خلال مؤتمر المناخ “كوب26” في العام الماضي، عندما حث قادة العالم على ضرورة “تبني” سياسية تشبه “الحرب” للتعامل مع التهديد العالمي لتغير المناخ.

ولفت إلى أنه يبدأ حكمه في وقت “غير مؤكد” بالنسبة لبريطانيا والاتحاد الأوروبي، خاصة في أعقاب محاولة ترسيخ مكانتها في العالم، في وقت تعاني فيه البلاد من أزمات التضخم والطاقة والحرب في أوكرانيا.

وتعتبر “الملكية البريطانية” أداة هامة “للقوة الناعمة” داخل البلاد وخارجها، وقد يقدم السجل العام لتشارلز بعض الدلائل حول كيفية حكمه خلال الفترة المقبلة، وفق التقرير.

والملك هو واحد من الرسامين الأكثر مبيعا في المملكة المتحدة ممن هم على قيد الحياة.

وعادة ما يرسم تشارلز المناظر الطبيعية بالألوان المائية وحقق 3 ملايين دولار من بيع لوحاته منذ عام 1997.

ويتبرع بالعائدات إلى مؤسسة أمير ويلز الخيرية.

كتاباته عن الإسلام

في عام 1993، ألقى خطابا شهيرا عن الإسلام والغرب، قائلا” “لا يوجد شيء يمكن كسبه، والكثير من الضرر الذي يمكن حصوله، إذا قمنا برفض فهم مدى خوف العديد من الناس في العالم الإسلامي حقا من ماديتنا الغربية وثقافتنا الجماهيرية باعتبارها تحديا قاتلا لثقافتهم الإسلامية وطريقة حياتهم”.

كما اشتهر بمراسلته مع العديد من قادة الحكومة البريطانية، ونشر بعضها في “مذكرات العنكبوت الأسود” – التي سميت بهذا الاسم بسبب خطه الشهير الشبيه بالعنكبوت.

كتب تشارلز قصة طفولة تدور أحداثها في مقر إقامة العائلة الأسكتلندي قلعة بالمورال، حيث توفيت الملكة إليزابيث، ونشرها ككتاب للأطفال بعنوان الرجل العجوز في لوشناجار، في عام 1980.

كان يروي القصة في الأصل لإخوته الأصغر سنا، الأمير أندرو والأمير إدوارد، عندما كانا طفلين. ونشر الكتاب قبل عامين فقط من أن يصبح أبا بنفسه. ومنذ ذلك الحين شاركها مع الأطفال في جميع أنحاء بريطانيا.

صلاحيات الملك تشارلز

رغم أن الملك في بريطانيا لا يحكم، إذ إن الحكومة هي من تحكم على أرض الواقع، يبقى للملك دور أساسي بصفته رأس الدولة.

وبحسب الموقع الإلكتروني للعائلة المالكة في بريطانيا، تعرف الملكية البريطانية بـ”الملكية الدستورية”، أي أن منصب الملك هو رئيس الدولة ومنصبه سيادي، إلا أن سن التشريعات من اختصاص البرلمان المنتخب من الشعب.

وتضم السلطة التشريعية في بريطانيا: مجلس العموم ومجلس اللوردات والملك، وفي اليوم التالي للانتخابات يدعو الملك زعيم الحزب الذي فاز بأكبر عدد من المقاعد في مجلس العموم ليصبح رئيسا للوزراء ويشكل الحكومة.

ويفتتح الملك جلسات البرلمان، وله السلطة بحل البرلمان قبل إجراء انتخابات عامة، ويلقي خطابا يحدد ملامح السياسات المقترحة للحكومة والبرلمان.

وعندما تتم الموافقة على مشروع قانون بأغلبية في مجلس العموم ومجلس اللوردات، يصادق عليه الملك.

وبصفته رئيسيا للبلاد، يجب أن يبقى الملك محايدا تماما في ما يتعلق بالشؤون السياسية، ولا يحق له التصويت أو الترشح للانتخابات، ولكن له العديد من الأدوار البروتوكولية المتعلقة بالحكومة، وفق الموقع الإلكتروني للعائلة المالكة.

ويجري الملك اجتماعات دورية، أكان مع رئيس الوزراء أو حتى مع كبار المسؤولين في الدولة، ويترأس اجتماعات شهرية لمجلس الملك الخاص للمصادقة على القرارات المختلفة، إضافة لاستقبال السفراء الجدد.

لا جواز سفر أو رخصة قيادة

يستطيع الملك أن يسافر من دون حيازة أوراق رسمية، وعلى خلاف أفراد العائلة المليكة الآخرين، لا يحتاج إلى جواز سفر كون الوثيقة هذه تصدر باسمه.

ويستفيد الملك البريطاني من امتياز خاص في موضوع القيادة، لأنه المواطن البريطاني الوحيد المُعفى من إلزامية حيازة رخصة قيادة.

العفو الملكي

لا يتدخل الملك في بريطانيا بالقضاء بشكل مباشر، ولكن يتاح له منح “عفو ملكي” لأي شخص مدان بارتكاب جريمة، وهو حق لا يستخدم كثيرا في الوقت الحاضر، بحسب تقرير سابق لموقع “بزنس إنسايدر”.

إعلان الحرب

الملك هو القائد العام للقوة العسكرية البريطانية، وعلى جميع الجنود البريطانيين أن يقسموا له قبل الانضمام للقوات المسلحة.

ووفق تقرير لـ”بزنس إنسايدر” يتاح للملك إسناد منصب القائد العام إلى مسؤول حكومي آخر.

وتبقى مهمة إعلان الحرب بيد الملك فقط، ولكن يتعين على البرلمان ورئيس الحكومة التصديق على ذلك.

تفويض ملكي

تتمتع العلامات التجارية التي تختار لتزود الملك بمنتجاتها وتشهد بنتيجة ذلك ارتفاعا بنسبة مبيعاتها، بامتياز إظهار الشعار الملكي على ما تصنعه.

ومن أبرز هذه السلع الشامبانيا الفرنسية، ومشروبات “شويبس” الغازية مرورا بأعمال حرفية من تصنيع صغار الحرفيين البريطانيين.

ومن بين الشركات المستفيدة من هذا التفويض الملكي تبرز دار “بربري” للأزياء، وعلامتا “جاغوار” و”لاند روفر” للمركبات، بالإضافة إلى شركة “سامسونغ” للإلكترونيات.

Exit mobile version