نساء يزاحمن الرجال في الأسواق الشعبية بحثا عن “الخبزة الحلايلية”؟!
لم يخترن بإرادتهن دخول هذا المجال لكن لقمة العيش دفعتهن لذلك، هن نساء بتن يزاحمن الرجال في الأسواق الشعبية، يبيعن مختلف المنتجات، يحتكن بزبائن من مختلف الأعمار ويفعلن المستحيل لتوفير “خبزة حلال ” لأبنائهن.
في الوهلة الأولى يبدو من الغريب أن نرى نساء نصبن طاولات في الأسواق الشعبية، منها ما هي أسواق فوضوية، لكن عند البحث في الأسباب التي دفعت بهن لدخول عالم الأسواق الشعبية، نجدها مقنعة، ليبقى البيع والشراء في الأسواق ومزاحمة الرجال في ذلك أحسن من أن يجوع أبناؤهن حيث لا معيل لهن.
سمية هي إحدى النساء اللاتي اتخذن من سوق الرويبة مكانا للعمل وبيع المزهريات، تقول في حدث مع “عاجل نيوز” إنها ورغم بحثها عن عمل في مجال آخر أو وظيفة إدارية فلم تعثر، وبما أنها امرأة مطلقة ولديها أبناء يجب أن توفر لهم لقمة العيش، فقد قررت إيجاد مكان لها في سوق الرويبة وبيع المزهريات، مشيرة أنها لا تجد في ذلك عيبا أو نقصا من أنوثتها، بل بالعكس فـ”الخبزة الحلايلية” حسب تعبير سمية تبقى هدفها.
من جهتها تقول مريم، وهي أربعينية، إنها كانت تملك محلا لبيع المخبوزات والعجائن التقليدية، لكن وبسبب أزمة كورونا لم تتمكن من دفع أعباء الكراء، وهو ما دفعها لنصب طاولة في نفس السوق الذي كانت تملك فيه المحل، مشيرة أن أحد أبنائها يساعدها في عملية البيع وعند عودته إلى المدرسة ستتكفل لوحها ببيع منتوجاتها للزبائن.
وترى مريم أنه في وقتنا الحالي لم يعد هناك مجال حكرا على الرجال، فالظروف دفعت المرأة للعمل في كل المجالات، المهم أن يكون العمل شريفا. من جهتها تقول نصيرة التي تبيع مختلف أنواع الأكياس البلاستيكية في السوق الشعبي بالحراش، إنها أرملة وبحثها عن قوت يومي لأبنائها اليتامى دفعها للعمل في السوق، مشيرة أنها ترفض أن تمد يدها لتوفير لقمة العيش لأبنائها. وتضيف نصيرة فيما يتعلق بنظرة التجار والزبائن لها أنهم يعاملونها معاملة حسنة، بل إن أغلبهم يعرضون عليها المساعدة زيادة على شرائهم الأكياس منها، لكنها ترفض وتفضل أن تعمل بـ”عرق جبينها”.