أخبار عاجلةالحدثالعالم اليوم

شهداء بالقصف ومساعدات محدودة لا توقف التجويع

حرب الإبادة على غزة |

 

 

تشهد الأوضاع في قطاع غزة تصعيداً واسع النطاق على مختلف المستويات، وسط استمرار الحرب الإسرائيلية وتفاقم الكارثة الإنسانية، بينما تتعثر جهود التهدئة مجدداً. وأكد رئيس حركة “حماس” في قطاع غزة، خليل الحية، مساء الأحد، أن الاحتلال الإسرائيلي انقلب بشكل مفاجئ على التفاهمات التي جرى التوصل إليها خلال جولات التفاوض الأخيرة، متهماً تل أبيب بالسعي للمماطلة وإطالة أمد الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في غزة. وشدد الحيّة على أن إدخال الطعام والمساعدات فوراً هو “التعبير الجدّي عن جدوى استمرار المفاوضات”، معلناً أنه “لا معنى لاستمرارها تحت التجويع والإبادة“.

في المقابل، حاولت الحكومة الإسرائيلية تصدير صورة مغايرة، على الرغم من الظروف والوقائع الموجودة، إذ حمّل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأمم المتحدة مسؤولية التدهور الإنساني في القطاع، قائلاً إن جيش الاحتلال فتح طرقاً آمنة لإدخال المساعدات، وإنه “لا أعذار بعد الآن”، في تصريح بدا وكأنه تجاهل لحياة ملايين الفلسطينيين. وتزامنت هذه التصريحات مع وصول وفد إسرائيلي أمني وعسكري إلى القاهرة لبحث تنسيق آليات إدخال المساعدات عبر معبر رفح، بحسب ما كشفه مصدر مصري لـ”العربي الجديد”، في خطوة تشير إلى استمرار التحركات الفنية رغم الجمود السياسي. من جانبه، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب تل أبيب إلى “اتخاذ قرار” بشأن غزة.

ميدانياً، تواصل آلة الحرب الإسرائيلية حصد أرواح المدنيين في غزة، إذ أعلنت وزارة الصحة في القطاع عن استشهاد 88 فلسطينياً وإصابة 374 آخرين خلال 24 ساعة فقط، لترتفع حصيلة العدوان المستمر منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 59,821 شهيداً و144,851 إصابة. وأشارت الوزارة إلى أن الفترة من 18 مارس/ آذار 2025 حتى الأحد، شهدت وحدها استشهاد 8,657 فلسطينياً، في وقت تتصاعد فيه التحذيرات الدولية من مجاعة واسعة النطاق وأزمة صحية كارثية تهدد السكان المحاصرين.

  • المكتب الإعلامي الحكومي: 73 شاحنة فقط دخلت غزة

أفاد مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن عدد شاحنات المساعدات التي دخلت غزة، أمس الأحد، لم تتجاوز الـ 73 شاحنة فيما سقطت المساعدات التي تم إنزالها من الجو فوق مناطق القتال التي تعتبر خطيرة على المدنيين، وأشار المكتب، في بيان، إلى أن قطاع غزة “يعاني من مجاعة شرسة تتوسع وتتفاقم بشكل غير مسبوق وتطال 2.4 مليون إنسان، بينهم 1.1 مليون طفل، وقد قضى حتى الآن 133 شهيداً بسبب الجوع، بينهم 87 طفلاً، وسط صمت عربي ودولي مريب”.

ولفت المكتب إلى أنه “في اليومين الأخيرين، تداولت وسائل إعلام أنباء عن نية عدة دول وجهات بإدخال مئات الشاحنات لكسر المجاعة في قطاع غزة”، ولكن “الواقع فاضح” حيث “دخلت فقط 73 شاحنة في شمال وجنوب قطاع غزة، وقد تعرّض معظمها للنهب والسّرقة تحت أنظار الاحتلال وطائراته المُسيّرة، في ظل حرصه الواضح على منع وصولها إلى مستودعات التوزيع، ضمن سياسة هندسة الفوضى والتجويع”.

وأضاف البيان: “شهدنا ثلاث عمليات إنزال جوي لم تعادل في مجموعها سوى شاحنتين من المساعدات، وقد سقطت حمولتها في مناطق قتال حمراء – وفق خرائط الاحتلال – يُمنع على المدنيين الوصول إليها، ما يجعلها بلا أي جدوى إنسانية”، ووصف المكتب ما يجري بأنه “مسرحية هزلية يتواطأ فيها المجتمع الدولي ضد المُجوّعين في قطاع غزة، عبر وعود زائفة أو معلومات مضللة تصدر عن دول كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها حيث فقدت الحد الأدنى من المصداقية”.

وأكد المكتب على أن”الحل الجذري يتمثل فقط بفتح المعابر بشكل عاجل وبدون شروط، وكسر الحصار الظالم، وإدخال الغذاء وحليب الأطفال فوراً قبل فوات الأوان، فالعالم أمام مسؤولية تاريخية”، معبراً عن رفضه الشديد “لصمت المجتمع الدولي وتعامله المتواطئ واللامبالي مع المجاعة المتفاقمة وسياسة التجويع الممنهجة والجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين المُجوّعين في قطاع غزة”. وحمّل “الاحتلال الإسرائيلي وشركاءه في هذه الجريمة، وفي مقدّمتهم الدول المنخرطة بشكل مباشر في جريمة الإبادة الجماعية – الولايات المتحدة، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا – المسؤولية الكاملة عن تفاقم المجاعة واتساع رقعة الكارثة الإنسانية التي تزداد خطورة ودموية مع كل يوم”، مطالباً “الدول العربية والإسلامية وكل دول العالم لفتح المعابر فوراً، وندعو وسائل الإعلام إلى التوقف عن ترويج الشائعات والمعلومات الزائفة، فالمجاعة ما زالت مستمرة بل وتتسع وتتفاقم وتزداد خطورة وتوحّش، في ظل هذه المؤامرة الفظيعة ضد السكان المدنيين”.

إظهار المزيد

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى