العلاقات الجزائرية – الإيطالية تتوسع من الطاقة إلى الأمن والتنمية

السفير الجزائري في روما، محمد خليفي:

 

 

تشهد العلاقات بين الجزائر وإيطاليا تطورًا كبيرًا وغير مسبوق، يتجاوز التعاون التقليدي في قطاع الطاقة ليشمل مجالات الأمن، والهجرة، والتنمية في إفريقيا. هذا التقارب يبرز موقع الجزائر كشريك استراتيجي أساسي لروما، في وقت تتسم فيه علاقات الجزائر مع فرنسا بالتوتر.

كشف السفير الجزائري في روما، محمد خليفي، أن عمليات الهجرة غير النظامية من السواحل الجزائرية نحو إيطاليا شبه منعدمة، مؤكدًا أن هذا النجاح ثمرة التنسيق الأمني الوثيق بين البلدين. هذا التعاون تُوِّج بتوقيع اتفاقيات لتبادل المعلومات ومكافحة شبكات التهريب.

كما تشارك الجزائر بفعالية في مبادرات إقليمية لمكافحة الهجرة، مثل “عملية روما” التي أطلقتها رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ومنتدى التعاون الرباعي مع تونس، وليبيا، وإيطاليا.

لم تعد الشراكة الاقتصادية بين البلدين مقتصرة على الغاز، الذي تُعد الجزائر موردًا أساسيًا منه لإيطاليا. بل توسعت لتشمل مشاريع استراتيجية ضخمة، أبرزها مشروع “سوث H2″ لنقل الهيدروجين الأخضر من الجزائر إلى ألمانيا عبر إيطاليا، ومشروع ربط الشبكات الكهربائية بين البلدين.

وأكد السفير خليفي أن هذه المشاريع ترسخ موقع الجزائر كـ”حجر أساس في خطة ماتيي” الإيطالية، التي تهدف إلى جعل إيطاليا مركزًا طاقويًا في حوض المتوسط.

إضافة إلى ذلك، أبرز الدبلوماسي الجزائري أن بلاده تنتهج سياسة استباقية لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير النظامية، عبر دعم مشاريع التنمية في القارة الإفريقية. وتخصص الجزائر 12 مليون دولار سنويًا لتمويل مشاريع تنموية في دول الساحل، بهدف توفير فرص عمل وتحسين الظروف المعيشية، مما يعكس نهجها الشامل في التعامل مع ملف الهجرة.

Exit mobile version