مع اقتراب الدخول المدرسي، تتنافس المحلات التجارية على عرض أدوات مدرسية بأشكال مبتكرة، بعضها مصمم كألعاب أو مزين بشخصيات كرتونية، مما يجذب الأطفال بشكل كبير. لكن رغم جاذبيتها الظاهرة، يحذر خبراء التربية وعلم النفس من الآثار السلبية لهذه الأدوات على التحصيل الدراسي والعلاقات الاجتماعية بين التلاميذ.
في جولة استطلاعية بسوق “ميسوني” في الجزائر العاصمة، رصدنا انتشارًا واسعًا لأقلام على شكل سيارات، وممحاة تشبه الدمى، ومحافظ مضيئة تصدر أصواتًا، ومبراة بأشكال حيوانات مختلفة. هذه المنتجات، التي تغزو الأسواق، تجعل الأهل يلهثون وراء شرائها لإرضاء أبنائهم، خاصة في المراحل الابتدائية.
- تشتيت الانتباه وتراجع التحصيل
يؤكد أساتذة لهم تجارب سلبية مع هذه الأدوات، أنها تشتت انتباه التلميذ وتحول تركيزه من الدرس إلى اللعب. حيث يتحول الفصل الدراسي إلى ساحة للمنافسة بين الأدوات بدلاً من كونه فضاءً للتحصيل العلمي، مما يؤثر مباشرة على مستوى استيعاب التلاميذ.
- تأثير اجتماعي ونفسي خطير
في هذا السياق، يرى مختصون في علم النفس التربوي أن شراء الأدوات المدرسية الفاخرة له أبعاد اجتماعية ونفسية خطيرة. فالأدوات الباهظة قد تثير مشاعر الغيرة لدى التلاميذ من العائلات الأقل حظًا، وتخلق شعورًا بالنقص وعدم المساواة.
وأشار أحد المختصين إلى أن هذه الظاهرة قد تتطور لتتحول إلى تنمر وحسد، مما يؤثر على ثقة الطفل بنفسه ويدفعه إلى العزلة الاجتماعية. كما أن هذه الأدوات، التي هي في الأساس استراتيجيات تسويقية، تجعل العائلات تنفق مبالغ كبيرة على أغراض غير ضرورية في ظل مصاريف الدخول المدرسي المتزايدة.
- نصائح للأولياء
يدعو المعلمون والأخصائيون النفسيون الأهل إلى توعية أبنائهم بأهمية القيم الإنسانية والتركيز على العلم والاجتهاد بدلاً من الماديات. كما يناشدونهم باختيار أدوات بسيطة وعملية تساعد الطفل على التركيز والتنظيم، وتجنب تلك التي تشتت انتباهه.
