سنة أولى.. إرادة سياسية تترجم طموحات شعب

 

بعد عام واحد على أدائه اليمين الدستورية لولاية رئاسية جديدة، يمكن للمتابعين للشأن السياسي في الجزائر أن يلمسوا بحق أن الجزائر تشهد ديناميكية تحول عميق، تقودها إرادة سياسية واضحة تهدف إلى تجسيد شعار “جزائر منتصرة” على أرض الواقع.

فالسنة الأولى من ولاية الرئيس عبد المجيد تبون الثانية لم تكن مجرد استمرار للحكم، بل كانت مرحلة حصاد وتنفيذ وتكريس لمسار إصلاحي طموح انطلق عام 2019.

ما يميز هذه المرحلة هو التحول من خطط الطموح إلى حقائق ميدانية ملموسة. فلم تعد الإنجازات مجرد وعود في خطابات، بل تحولت إلى مشاريع هيكلية ضخمة تلامس حياة المواطن اليومي وتُعزّز أسس الاقتصاد الوطني. مصانع تحلية المياه العملاقة التي دُشنت في عدة ولايات ليست منشآت تقنية فحسب، بل هي إنجاز تاريخي يحقق الأمن المائي، وهو حجر أساس لأي تنمية مستدامة. كذلك، شبكة السكك الحديدية الطموحة التي تمتد إلى عمق الجنوب لتصل المناجم الاستراتيجية بالموانئ، ليست مجرد قضبان حديد، بل هي شرايين تنمية ستنقل الاقتصاد الوطني إلى آفاق جديدة.

على الصعيد الاقتصادي، تثبت الأرقام أن النهج الذي تتبناه القيادة قادر على تحقيق التوازن بين الطموح والاستقرار. الحفاظ على الاحتياطيات النقدية، تجنب المديونية الخارجية، والوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من القمح الصلب لأول مرة منذ عقود، كلها مؤشرات قوية على سياسة اقتصادية رشيدة تضع السيادة الوطنية والاستقلال في صلب أولوياتها.

لكن ربما يكون أبرز ما في هذه السنة هو التركيز على البعد الإنساني والاجتماعي. فلم تكن الإنجازات مادية فقط، بل كانت موجهة نحو “صون كرامة المواطن” كما ورد على لسان الرئيس نفسه. برامج السكن، رفع الأجور، وتمكين الشباب عبر تشجيع ريادة الأعمال وإنشاء آلاف الشركات الناشئة، كلها سياسات تعكس رؤية ترى أن التنمية الحقيقية هي التي يلمسها المواطن في تحسن ظروفه المعيشية.

دبلوماسياً، عادت الجزائر بقوة إلى الساحة الدولية والإقليمية، بخطوات واثقة وبراغماتية ذكية. الزيارات المكثفة للرئيس تبون إلى دول إفريقية وعربية وأوروبية، واستقبال قادة العالم في الجزائر، لم تكن مجرد بروتوكولات، بل كانت جزءاً من استراتيجية لتوسيع دوائر الشراكة وتعزيز مكانة البلاد كفاعل مؤثر، قائم على مبادئ المنفعة المتبادلة والاحترام.

ما تحقق في عام واحد هو دليل على أن الإرادة السياسية الواضحة، عندما تقترن بخطط استراتيجية مدروسة وتنفيذ حازم، قادرة على قيادة دفة البلاد نحو بر الأمان. التحديات لا تزال قائمة، والمطالب الشعبية لا تتوقف، ولكن المسار الذي تسلكه الجزائر اليوم يؤسس لمرحلة جديدة قوامها العمل الجاد والثقة في المستقبل. إنها سنة أولى من ولاية كان شعارها “حصاد الإنجازات”، وهي بكل المقاييس، سنة تبعث على التفاؤل بأن “الجزائر المنتصرة” ليست شعاراً، بل هو مصيرٌ تُصنعه أيادي أبنائها وإرادة قيادتها.

 

 

* تنويه: المقال مأخوذ من صفحات التواصل الإجتماعي الرسمية للصحفية.

 

Exit mobile version