المعهد الوطني للصحة العمومية يُجنّد “خط الدفاع الأول” لمواجهة “التحدي الصحي المتنامي”

الأطباء العامون محور التدريب لمكافحة الخرف

 

 

نظّم المعهد الوطني للصحة العمومية، يوماً دراسياً وتحسيسياً هاماً حول مرض الزهايمر، شارك فيه أطباء عامون ومختصون، بهدف أساسي هو رفع الوعي بأعراض المرض وتشجيع التشخيص المبكر، الذي يعد حجر الزاوية في التعامل الفعّال معه.

في كلمة له بهذه المناسبة، أكد المدير العام للمعهد، البروفيسور عبد الرزاق بوعمرة، أن اليوم الدراسي يضع الأطباء العامين في صلب استراتيجية المواجهة، واصفاً إياهم بـ”خط الدفاع الأول” أمام هذا الداء، وأوضح بوعمرة أن الأطباء العامين يمتلكون دوراً حاسماً في “اكتشاف العلامات الأولية” وتوجيه المرضى من كبار السن إلى المصالح المختصة لضمان التشخيص المبكر والمتابعة الطبية المناسبة.

أشار البروفيسور بوعمرة إلى أن تكوين الأطباء في هذا المجال يُعد “أولوية أساسية”، سواء ما تعلق بالتعرف الدقيق على العلامات المبكرة للمرض أو عبر تحديث أساليب تشخيصه والتكفل به. وأكد أن هذه التكوينات تسعى إلى “تعزيز الكفاءات الطبية وتحسين جودة التكفل بالمريض داخل المستشفيات”، بالإضافة إلى تعزيز التنسيق بين الأطباء العامين والأخصائيين.

من جهتهم، شدد المختصون المشاركون على أن مرض الزهايمر، الذي يعد الشكل الأكثر شيوعاً من أشكال الخرف، يمثل “تحدياً صحياً متنامياً” يتطلب تكثيف جهود التوعية المجتمعية لمواجهته، بدءاً من تدريب الأطباء العامين.

شكل موضوع “التشخيص المبكر” نقطة محورية في النقاشات، حيث أكد المختصون أنه يمثل خطوة حيوية في حماية وتحسين صحة المريض. وحذروا من أن الكثير من الحالات لا تتوجه لتلقي العلاج إلا في مراحل متأخرة، ما يقلل بشكل كبير من فعالية المتابعة الطبية والعلاج المتاح.

وفي سياق التوعية، تطرق الأطباء إلى أهمية التفريق بين النسيان العادي و”المشبوه”. واستعرضوا أمثلة شائعة للنسيان العادي، مثل نسيان أرقام الهواتف أو أماكن وضع الأغراض. في المقابل، شددوا على ضرورة انتباه محيط الشخص وأقربائه في حال ظهور مؤشرات أكثر دلالة، مثل: صعوبة تثبيت الانتباه، فقدان تسلسل الأفكار أثناء الحديث، أو الشعور بـ”فراغ ذهني”.

وأكد المختصون أن هذه الأعراض قد تعكس اضطرابات معرفية تشير إلى بدايات محتملة لمرض الزهايمر، ما يستدعي التدخل والتشخيص الفوري.

ويسعى المعهد الوطني للصحة العمومية، من خلال هذا اليوم الدراسي، إلى بناء جسر معرفي بين الطبيب العام والمختص لضمان عدم إغفال أي حالة، وتحويل التشخيص المبكر إلى واقع يومي في ممارسات الرعاية الصحية.

Exit mobile version