انطلقت الأربعاء وبإشراف من وزارة الصحة والسكان وبالتعاون مع جمعية الأمل، قافلة الحملات التحسيسية والكشف المبكر لسرطان الثدي، متجهة نحو الجنوب الجزائري.
وتأتي هذه المبادرة في إطار الالتزام بتحسين الوضع الصحي ومكافحة انتشار مرض السرطان الذي يمثل تحدياً صحياً كبيراً في البلاد.
- أدرار وتيميمون البداية
ستجوب قافلة “الماموبيل” المتنقلة عدة ولايات جنوبية حتى شهر ديسمبر القادم، مستهدفة بشكل خاص المناطق الريفية المعزولة والنائية. وستكون البداية مع ولايات أدرار، تيميمون، بني عباس، وبشار.
أكدت حميدة كتاب، الأمينة العامة لجمعية الأمل ورئيسة الفدرالية الجزائرية لجمعيات مرضى السرطان، على الالتزام بتطبيق الكشف المبكر على أرض الواقع كـمفتاح لنظام صحي فعال وعادل. ويتم ذلك عبر جهاز كشف يمكن حمله إلى النقاط السكنية ذات الطرق الوعرة والمداشر البعيدة عن الطرق السهلة.
- 13 ألف حالة سنوياً: الفحص المبكر “السلاح الوحيد“
أشارت حميدة كتاب، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع شركة “روش” الجزائر، إلى أن شهر أكتوبر هو محطة للتذكير بأهمية الفحص المبكر الذي يعتبر “السلاح الوحيد والأوحد” لمكافحة سرطان الثدي.
وتسجل الجزائر سنوياً أزيد من 13 ألف حالة جديدة، وهو ما يمثل 46 بالمائة من مجمل السرطانات لدى النساء. هذه الإحصائيات مأساوية، حيث تشير إلى وفاة 13 امرأة يومياً جراء هذا المرض. ورغم خطورة الأرقام، تؤكد كتاب أن حملات التشخيص المبكر هي الحل الوحيد لمكافحة هذا الداء.
وتتمثل إحدى الصعوبات الرئيسية التي تواجه القافلة في “إقناع بعض النساء” بالإقبال على الكشف المبكر، وذلك بسبب خصوصية المنطقة ووجود عوامل مثل الخوف، والحياء، وعدم إعطاء أهمية للوقت. هذا التهاون يحدث رغم أن سرطان الثدي يهدد المرأة بعد سن الأربعين، ويمس كذلك شريحة لا يستهان بها من النساء دون هذا السن.
- جهود لمواجهة سرطانات التفجيرات النووية وتجهيز مستشفى أدرار
كشفت الأمينة العامة لجمعية الأمل عن جهود مكثفة للتصدي للسرطانات الناجمة عن التفجيرات النووية برقان جنوب الجزائر. وقد توسعت قائمة السرطانات المرتبطة بالتفجيرات مؤخراً إلى 35 نوعاً، وهو تصنيف قابل للزيادة. وأكدت كتاب أن الوضع “غير عادي” في هذه المنطقة، حيث تظهر نتائج التفجيرات من خلال إصابة بعض النساء بسرطان الثدي وهن دون الأربعين سنة.
تعمل اللجنة الوزارية المشتركة التي تضم قطاعات وخبراء وأطباء على قدم وساق لتشخيص الوضع الصحي في رقان والكشف عن أنواع أخرى من الأمراض والسرطانات التي تهدد المنطقة مستقبلاً.
وفي خطوة لإنهاء معاناة التنقل، أوضحت كتاب أن وزارة الصحة جهزت مستشفى أدرار كصرح طبي حديث ومجهز بتقنيات متطورة. وعليه، فإن كل حالات الإصابة بالسرطان التي يتم الكشف عليها من خلال قافلة أكتوبر الوردي أو الكشف المبكر في رقان، ستوجه إلى هذا المستشفى للعلاج.
