الدبلوماسية البرلمانية تفتح ملف الإصلاح الأممي والتعاون الاقتصادي مع الهند

 

شهدت المؤسسة التشريعية الجزائرية حراكاً دبلوماسياً مكثفاً اليوم حيث استقبل رئيسا غرفتي البرلمان شخصيات دبلوماسية رفيعة.

تركزت اللقاءات على تثبيت مواقف الجزائر الدولية الثابتة، وأهمية إصلاح النظام الأممي، وتعزيز الشراكة الاقتصادية والبرلمانية مع دول الجنوب العالمي.

استقبل رئيس مجلس الأمة، عزوز ناصري، السفيرة المنسقة المقيمة لمنظمة الأمم المتحدة بالجزائر، سافينا كلوديا أماصاري. وقد تزامن اللقاء مع الذكرى الـ63 لانضمام الجزائر إلى المنظمة، والاحتفالات بالذكرى الـ80 لتأسيسها.

استعرض ناصري عمق العلاقات التي توجت بانضمام الجزائر في 8 أكتوبر 1962، مؤكداً أن الجزائر ظلت فاعلاً دولياً ملتزماً بمبادئ السلم والعدالة، وصوتاً مدافعاً عن قضايا التحرر وحق الشعوب في تقرير مصيرها، مستلهمة من تجربتها النضالية.

وجدد رئيس مجلس الأمة تمسك الجزائر بمواقفها الداعية إلى إصلاح النظام الأممي، ولا سيما مجلس الأمن، لضمان مزيد من العدالة والتمثيل المتوازن الذي يعكس موازين القوى الجديدة في العالم.

وأكد ناصري أن هذه المواقف تتجلى في مواصلة الجزائر دفاعها المبدئي عن القضية الفلسطينية، وحرصها الراسخ والثابت بشأن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.

وأعربت السفيرة أماصاري عن تقديرها العميق لدور الجزائر الريادي والمتقدم داخل الأمم المتحدة، مشيدة بـ”التعاون البناء والمثمر” في مجالات مكافحة الفقر، تمكين الشباب، تعزيز الحوكمة الرشيدة، وحماية البيئة.

وأشادت السفيرة بـ”النموذج التنموي الجزائري”، مؤكدة أن الجزائر من البلدان القلائل التي تستثمر عائدات ثرواتها بما يعود بالنفع على المواطن، مشيرة إلى أن المؤشرات الاجتماعية الجيدة تجعل الجزائر “مثالاً يحتذى به وقدوة” في التربية والحماية الاجتماعية والصحة.

في سياق متصل، استقبل رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، سفيرة جمهورية الهند لدى الجزائر، سواتي فيجاي كولكارني، حيث أكد الطرفان على متانة العلاقة بين البلدين.

وعبر بوغالي عن تطلع الجزائر إلى تعزيز الاستثمارات الهندية، خاصة بعد دخول قانون الاستثمار الأخير حيز التنفيذ، معتبراً الهند “شريكاً اقتصادياً استراتيجياً”.

وشدد رئيس المجلس على أهمية ترقية التعاون البرلماني وتفعيل دور مجموعات الصداقة، معرباً عن أمله في أن تُنشئ “غرفة الشعب” الهندية مجموعة برلمانية للصداقة هندية-جزائرية.

وأشادت السفيرة الهندية بالدور الريادي الذي تضطلع به الجزائر في المنطقة وعلى مستوى القارة الإفريقية، وفي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مؤكدة أن بلادها “تنسق مع الجزائر على مختلف المستويات”.

وأكدت سواتي فيجاي كولكارني أن موقف الهند من قضية الصحراء الغربية “واضح وثابت”، ويتمثل في “دعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره”.

وتعكس هذه اللقاءات الدبلوماسية النشطة الدور المحوري الذي تلعبه المؤسسة التشريعية الجزائرية في دعم الدبلوماسية الرسمية، وتأكيد التزام الجزائر بقضايا التحرر والسلم، والعمل على تعزيز شراكاتها الاقتصادية والسياسية عالمياً.

Exit mobile version