أطلقت سلطة ضبط البريد والاتصالات الإلكترونية (ARPCE) تحذيراً غير مسبوق للمواطنين، يشدد على المخاطر الجسيمة المترتبة على استخدام واقتناء الهواتف واللوحات الإلكترونية التي لم تخضع لإجراءات المصادقة الرسمية من قبلها. ووصفت الهيئة هذه الأجهزة بأنها “خطر مزدوج” يهدد الأمن الفردي وجودة الخدمات الصحية، مما يستوجب يقظة قصوى من المستهلكين.
في بيان رسمي نشرته على موقعها الإلكتروني، أوضحت سلطة “ARPCE” أن الأجهزة غير المصادق عليها لم تخضع للاختبارات الفنية والتقنية اللازمة، ولا تلتزم بالمعايير التنظيمية المعمول بها. وينقسم الخطر الذي تشكله هذه الأجهزة إلى شقين أساسيين.
تتمثل أخطر تداعيات استخدام هذه الأجهزة في إمكانية فشلها في اللحظات الحاسمة. فعدم توافقها مع الشبكات الوطنية للمتعاملين قد يؤدي إلى انقطاع مفاجئ للاتصال، والأدهى من ذلك، قد يعيق وصول المستخدمين إلى أرقام الطوارئ القصيرة الأساسية. وبذلك، يصبح خطر عدم القدرة على استدعاء الشرطة، الحماية المدنية، أو الإسعاف في موقف تكون فيه “الحياة على المحك” هو الهاجس الأكبر الذي تطرحه السلطة. وبالإضافة إلى ذلك، تتسبب هذه الأجهزة في تدهور عام لجودة خدمات الاتصالات.
كما أشارت السلطة إلى بُعد آخر لا يقل أهمية وهو الخطر الصحي. فقد أوضحت أن الهواتف واللوحات غير المصادق عليها قد تتجاوز المستويات المسموح بها للإشعاع الصادر منها، مما يضع صحة المستخدمين في دائرة الخطر.
وفي خطوة تهدف إلى تمكين المستهلك وحماية السوق من الأجهزة المخالفة، قدمت سلطة “ARPCE” دليلاً بسيطاً ولكن حاسماً لضمان موثوقية وجودة وأمن أجهزة الاتصالات.
ودعت السلطة المواطنين إلى اتخاذ إجراء وقائي بسيط قبل إتمام الشراء، وهو: “التأكد من أن الجهاز يحمل ملصقاً ثابتاً مكتوباً عليه عبارة ‘مصادق عليه من طرف ARPCE’ أو ‘معتمد من طرف ARPCE’ متبوعاً برقم المصادقة الخاص بالسلطة.”
ويُعد هذا الملصق بمثابة شهادة ضمان تثبت اجتياز الجهاز لاختبارات الامتثال التي تجريها سلطة الضبط. ولإيصال هذا التحذير إلى أوسع شريحة ممكنة، بادرت السلطة إلى إرسال رسائل قصيرة (SMS) إلى ملايين المشتركين عبر متعاملي الهاتف النقال للتحذير بشكل مباشر من مخاطر اقتناء واستخدام هذه الأجهزة المخالفة.
