“شلل الأطفال المتحوّر” يهدد المناعة: دور الأولياء حاسم في كسر سلسلة انتقال الفيروس

 

في أعقاب تسجيل حالات متفرقة لفيروس شلل الأطفال المتحوّر (VDPV2)، أطلقت وزارة الصحة الجزائرية حملة تلقيح وطنية شاملة، تهدف إلى تعزيز التغطية التلقيحية وكسر سلسلة انتقال الفيروس للحفاظ على الإنجاز التاريخي للبلاد كدولة خالية من شلل الأطفال البري منذ عام 2016.

هذا المستجد الصحي أعاد إلى الواجهة تساؤلات ملحّة بين الأولياء حول أسباب عودة الفيروسات المتحوّرة وأهمية المشاركة في هذه الحملة الوقائية.

تستهدف الحملة الوطنية للتلقيح ضد شلل الأطفال، التي انطلقت ابتداءً من 30 تشرين الثاني/نوفمبر، تلقيح 4.425.502 طفل تتراوح أعمارهم بين شهرين و59 شهرًا. وقد تمت برمجة الحملة عبر ثلاث دورات مكثفة لضمان أقصى درجات التغطية:

تؤكد الوزارة على أن جميع الأطفال ضمن الفئة العمرية المستهدفة معنيّون بكل المراحل، حتى أولئك الذين تلقّوا لقاحاتهم الروتينية، نظراً لكون الفيروس المتحوّر (المشتق من اللقاح) يظهر عادة في المناطق ذات التغطية التلقيحية المنخفضة.

تم اعتماد اللقاح الفموي 2 (OPV2) تحديداً في هذه الحملة نظراً لفعاليته العالية ضد السلالات المتحوّرة، إلى جانب لقاح VPI الحقني لتعزيز المناعة. وتشدد وزارة الصحة على أن اللقاحات المستخدمة آمنة وضرورية لكسر سلسلة انتقال الفيروس وتعزيز الأمن الصحي الوطني.

وتأتي هذه الحملة كاستجابة سريعة لتسجيل حالات متفرقة لفيروس شلل الأطفال المتحوّر (VDPV2) الذي يمكن أن يظهر عندما تنخفض المناعة المجتمعية. ورغم أن هذا لا يغير وضع الجزائر كبلد خالٍ من الفيروس البري منذ عقود، فإنه يؤكد على أن التراخي في التلقيح يفتح الباب أمام هذه السلالات.

ودعت الوزارة الأولياء إلى المشاركة الواسعة والتوجّه لأحد المؤسسات العمومية الـ 274 المخصصة للصحة الجوارية أو فرق التلقيح المتنقلة لحماية أطفالهم.

في موازاة الجهود الحكومية، شهدت منصّات التواصل الاجتماعي موجة تفاعل واسعة قادها أطباء الأطفال الجزائريون. حيث تحوّلت هذه المنصّات إلى جبهة دفاع أساسية عن الصحة العمومية، مكّنت من خلق وعي جماعي ومواجهة المعلومات المغلوطة حول أمان وضرورة اللقاحات.

لعب الأطباء دورًا محورياً في تبسيط المعلومات العلمية وشرح خلفيات ظهور الفيروس المتحوّر عبر فيديوهات ومنشورات وبثّ مباشر، ما ساعد في تعبئة عدد كبير من الأسر وحثهم على التوجه إلى مراكز الصحة. ويُعدّ هذا النشاط المكثّف دليلاً على الدور الحيوي الذي يمكن أن تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي كأداة قوية للصحة العمومية في تدعيم جهود الدولة للحفاظ على المكسب الصحي الذي تحقق على مر السنين.

Exit mobile version