تراجع صادرات البذور الفرنسية للجزائر.. مؤشر جديد على “الانكماش” التجاري في القطاع الزراعي

الفائض الزراعي الفرنسي يتهاوى إلى 350 مليون يورو

 

 

سُجل تراجع ملموس في صادرات البذور الفرنسية إلى الجزائر، في أحدث مؤشر على الانكماش المتواصل لحضور المنتجات الزراعية الفرنسية في السوق الجزائرية، بعد انحسار صادرات القمح ومسحوق الحليب والعجول خلال السنوات الأخيرة، حيث يعزو مهنيون فرنسيون هذا التراجع الحاد إلى ما يصفونه بتزايد “الحمائية” و”الاستقلالية” الزراعية في الجزائر، إلى جانب التحولات العالمية المستمرة في سوق البذور.

وبحسب اتحاد منتجي البذور الفرنسي (UFS)، فإن قطاع البذور يواجه إغلاقاً تدريجياً لأسواق مهمة مثل روسيا وأوكرانيا والجزائر، التي أصبحت “أكثر اعتماداً على نفسها وأكثر حماية لأسواقها”، وقد أشار الاتحاد إلى أن 59% من إنتاج البذور في فرنسا موجّه للتصدير، غير أن فقدان أسواق تمثل حتى 7% من صادرات 2023-2024 عمّق الضغوط على المنتجين الفرنسيين.

من جهته، كشف موقع AgroMatin المتخصص أن “حملة البذور الفرنسية تعيش تحت ضغط المنافسة الدولية” وأن بعض الشحنات باتت تُرفض في الجزائر “لأسباب سياسية”، حسب تعبيره، كما ذكرت المنظمة المهنية Semae أن صادرات البذور نحو الجزائر بلغت 18 مليون وحدة في 2023-2024، لكنها تراجعت بنسبة 6%، وهو انخفاض لم تعوّضه سوى زيادة طفيفة في صادرات شتلات البطاطا بنسبة 20%، وعموماً، تؤكد هذه الأرقام الاتجاه الانكماشي للعلاقات التجارية الزراعية الثنائية، حيث انخفض الفائض التجاري الزراعي لفرنسا بشكل كبير إلى 350 مليون يورو في الأشهر الثمانية الأولى من العام، مقابل فائض كان يصل إلى 4.5 مليار يورو في عام 2024.

Exit mobile version