
تحديات لوجيستية وبيداغوجية وراء تعديل رزنامة الدخول المدرسي الجديد
يعتقد متابعون للشأن التربوي أن قرار تأخير الدخول المدرسي مرتبط بعدة عوامل أساسية. أولها، الحاجة إلى توفير فترة أطول لإتمام التحضيرات اللوجيستية والبيداغوجية في المؤسسات التعليمية. فمع حركة النقل السنوية للأساتذة التي أفرزت “نقلاً جماعياً” في بعض المواد، مثل العلوم الطبيعية والرياضيات واللغات الأجنبية، أصبح من الضروري منح مديري المؤسسات وقتاً إضافياً لإعادة تنظيم فرق العمل وتوزيعها بشكل فعال.
كما أن عمليات صيانة المدارس وتجهيزها لاستقبال أكثر من 11 مليون تلميذ تتطلب وقتاً كافياً لإتمامها بالشكل الصحيح. هذا التأخير يهدف إلى تجنب “البريكولاج” أو الحلول المؤقتة التي قد تؤثر على سلامة وراحة التلاميذ. بالإضافة إلى ذلك، تلعب الظروف المناخية دوراً هاماً، خاصة في ولايات الجنوب التي تشهد درجات حرارة قياسية قد تعرض صحة التلاميذ، خاصة الصغار منهم، للخطر.
- الكتاب المدرسي: تحدٍ آخر ينتظر الحل
بينما يمثل التعديل فرصة لإعادة ترتيب الأولويات، يرى أفراد الجماعة التربوية أن نجاح هذا الدخول المدرسي يبقى رهناً بتأمين المتطلبات الأساسية، وفي مقدمتها الكتاب المدرسي. وفي هذا الصدد، يقترحون على الوزارة ضرورة إرفاق الرزنامة المعدلة بقرار رسمي يلزم المؤسسات التعليمية بوضع “برنامج مداومة” إداري. هذا البرنامج، من خلال تخصيص “فرق مناوبة”، سيسهل عملية استقبال وتوزيع شحنات المناهج الدراسية، وعلى رأسها كتاب اللغة الإنجليزية الجديد المخصص لتلاميذ السنة الأولى متوسط، مما يضمن وصوله للتلاميذ وأوليائهم في مواعيد محددة قبل انطلاق الدروس.
- نحو بداية أفضل؟
تعديل رزنامة الدخول المدرسي، وإن لم يكن مصحوباً بتفاصيل واضحة، يظهر حرص الوزارة على تهيئة ظروف عمل ملائمة للطاقم التربوي والإداري. ويهدف هذا القرار إلى تجنب الانطلاقة المتعثرة للعام الدراسي المقبل، خاصة في ظل التحديات القائمة مثل الاكتظاظ والنقص في بعض التخصصات. ويبقى التساؤل حول مدى قدرة هذا التعديل على تحقيق الأهداف المرجوة، وهل ستتمكن الوزارة من الاستفادة من هذه المهلة الإضافية لتأمين كل المتطلبات الضرورية وضمان دخول مدرسي ناجح للجميع؟.



