شبه شلل في الأنشطة التجارية يضرب مطار الجزائر رغم ازدياد الحركة

كشفت وثائق رسمية عن إخفاق شبه كامل في عملية استغلال المحلات والمرافق التجارية بمطار الجزائر الدولي والمحطة الداخلية، حيث انتهت معظم طلبات العروض الوطنية إلى “عدم الجدوى”، ما يهدد بتعطيل خطط تطوير الخدمات وتدهور تجربة المسافر في منشأة حيوية تشهد ازدياداً ملحوظاً في عدد المستخدمين.

وفقاً لإشعارات صادرة عن مؤسسة تسيير مصالح مطار الجزائر، اطلع عليها موقع “عاجل نيوز”، لم ينجح سوى إعلان واحد من أصل أربعة في جذب عروض مجدية. وتم منح هذا العرض الوطني بشكل مؤقت، ويشمل أربع حصص فقط داخل المحطة الجوية الدولية، هي: محل لبيع السلطة المعلبة، ووكالة سفر، ومحل لبيع التبغ والجرائد، وآخر لبيع التمور. وستكون مدة الاستغلال ثلاث سنوات، فيما بلغت قيمة كراء محل التبغ والجرائد لوحده 221 مليون سنتيم شهرياً، في مؤشر على القيمة الاقتصادية العالية لهذه الفضاءات.

• 13 فرصة ضائعة وخدمات غائبة

في المقابل، انتهت ثلاث عروض وطنية أخرى شملت 14 حصة تجارية وخدماتية إلى “عدم الجدوى”. وتوزعت هذه الفرص الضائعة بين المحطة الدولية والمحطة الداخلية (المحطة رقم 1)، وشملت أنشطة حيوية كان من شأنها أن ترفع من مستوى خدمات المطار.

ففي الجناح الدولي، فشل استغلال محلات لصيدلية، وبيع الحلوى، ومستلزمات الرياضة، ومكتب للتأمينات، بالإضافة إلى ثلاثة مكاتب استقبال للفندقة. أما في المحطة الداخلية، فقد شمل الفشل 6 مرافق كانت مخصصة لبيع الحلويات التقليدية والشرقية، ومرطبات، وكراء السيارات، ومحل متعدد الخدمات، وصيدلية.

• تحديات تواجه تطوير المطار

هذه النتائج تترك 13 محلاً ومرافق بلا مستغل، ما يعني تأخراً كبيراً في تعزيز البنية الخدماتية للمطار الذي يعاني، بحسب مراقبين، من محدودية الفضاءات النشطة مقارنة بحجم الحركة الجوية المتزايدة.

يأتي هذا الإخفاق في وقت تسعى فيه السلطات العمومية إلى جعل مطار الجزائر الدولي قطبا متوسطياً في حركة النقل الجوي، مما يضع علامات استفهام كبيرة حول قدرة إدارة المطار على جذب المستثمرين وخلق بيئة تجارية جاذبة، تليق بحجم التطلعات وتلبي الحد الأدنى من توقعات المسافرين الذين يجدون أنفسهم أمام خيارات محدودة جداً داخل منشأة يفترض أن تكون واجهة البلاد.