أخبار عاجلةالعالم اليوم

أميركا للمطبّعين العرب: التفوق العسكري الإسرائيلي حتمي

 

لم يخرج وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن نهج طمأنة إسرائيل بشأن الالتزام الأميركي بتفوقها العسكري، وذلك خلال جولته الشرق أوسطية التي بدأها من إسرائيل أمس الاثنين، والتي يخصص الجزء الرئيسي منها للترويج لمزيد من التطبيع بين دول عربية والاحتلال، بعد إشهار التحالف الإماراتي الإسرائيلي أخيراً. فقد أكّد الوزير الأميركي أنّ بلاده ستضمن احتفاظ إسرائيل بالتفوق العسكري في منطقة الشرق الأوسط. ويعدّ ذلك بمثابة رسالة واضحة للمطبعين الجدد أو الذين يبدو أنهم يفكرون بذلك، بأنّ التفوق دائماً سيكون لمصلحة الاحتلال، وهو ما أثبتته الولايات المتحدة على مرّ السنين.

وقال بومبيو أمس الاثنين إنّ الولايات المتحدة ستضمن احتفاظ إسرائيل بالتفوق العسكري في منطقة الشرق الأوسط بموجب أي صفقات سلاح أميركية مع الإمارات في المستقبل. وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس المحتلة، أن “تسليح وتعزيز قوة الدول الحليفة في الخليج لن يمس بالالتزام الأميركي بأمن إسرائيل وتفوقها العسكري”. وتابع “لدينا علاقات عسكرية مع الإمارات، ونزودها بالسلاح، وسنواصل فحص هذه العملية لتزويدهم بالسلاح اللازم لهم للدفاع عن شعبهم من الخطر الإيراني… نحن ملتزمون بذلك، وسنقوم به بما يمكن تحقيق التزامنا للحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل”.

وقال نتنياهو إنّ بومبيو طمأنه بشأن ضمان تفوق إسرائيل، معلناً مجدداً أنّ تل أبيب تعارض بيع أسلحة متطورة لدول في المنطقة، بما في ذلك تسليح الإمارات بمقاتلات “أف 35”. وجاء ذلك بعد أن امتدح نتنياهو اتفاق إشهار التحالف بين إسرائيل والإمارات، الذي اعتبره “عملية تاريخية تمت بفضل ورعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب”. ورأى أنّ “هذا التحالف هو بين المعتدلين في مواجهة المتطرفين”، وأنّ التوافق بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة “طبيعي”. وأضاف “أعتقد أن ذلك ينبئ بحقبة جديدة إذ يمكن أن تقوم دول أخرى بالخطوة ذاتها، وآمل أن يكون لدينا أخبار سارة في المستقبل القريب”. وأثنى نتنياهو، خلال المؤتمر الصحافي على إدارة ترامب، بفعل مواقفها ودعمها أمن إسرائيل، ومواجهتها إيران والانسحاب من الاتفاق النووي معها، معتبراً أنّ ما حدث أكد تحذيراته من مساوئ الاتفاق، وأنه لن يحقق الغايات المرجوة منه، بل “زاد نشاط طهران العدائي وأطماعها في المنطقة”.

من جهته، قال الوزير الأميركي إنه بحث مع نتنياهو الملف الإيراني، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي أوضح أن “إيران لن تحصل على قوة نووية”. وانتقد بومبيو ونتنياهو عدم وجود دعم دولي لمطلب الولايات المتحدة الخاص بإعادة فرض العقوبات الأممية على إيران.

وعلى إثر التطبيع الإماراتي مع الاحتلال، عبّر بومبيو عن أمله في أن تقيم دول عربية أخرى علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وقال: “آمل أن نرى دولاً عربية أخرى تنضم إلى هذا. ففرصة عملهم جنباً إلى جنب، والاعتراف بدولة إسرائيل لن يؤدي فقط إلى زيادة الاستقرار في الشرق الأوسط، بل ستتحسن حياة شعوب بلدانهم أيضاً”.

سيبحث بومبيو في الخرطوم “تعميق” العلاقات الإسرائيلية السودانية

ويحط بومبيو اليوم الثلاثاء في الإمارات والسودان، حيث سيبحث في الخرطوم “تعميق” العلاقات الإسرائيلية السودانية و”المرحلة الانتقالية” في هذا البلد. وقالت الخارجية الأميركية إن بومبيو سيلتقي رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك “للتعبير عن دعمه تعميق العلاقات السودانية الإسرائيلية”.

وستكون زيارة بومبيو إلى الخرطوم، هي الأولى لمسؤول أميركي بهذا المستوى، منذ سقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير الذي فرضت عليه واشنطن جملة من العقوبات. وكانت كوندليزا رايس آخر شخصية بمنصب وزير خارجية تزور السودان تحديداً في العام 2005 عندما زارت إقليم دارفور. وتبدو أهداف زيارة بومبيو للسودان واضحة، وفي مقدمتها تشجيع الخرطوم على المضي قدماً في طريق التطبيع مع تل أبيب وإكمال ما بدأه رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ونتنياهو خلال اللقاء الذي جمعهما في فبراير/شباط الماضي في أوغندا، مع تقديم المزيد من الحوافز التي تمكّن الاقتصاد السوداني من تلافي الانهيار الوشيك. هدف ثانٍ لا يمكن للدبلوماسي الأميركي تجاوزه خلال زيارته، وهو تأكيد الدعم للحكومة المدنية التي تواجه ظروفاً سياسية واقتصادية صعبة.

إظهار المزيد

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى