من دخل الشواطئ فهو غير آمن!
في ظل التهاون واللامبالاة وعدم التقيد بإجراءات الوقاية من قبل المصطافين
لاتزال المدن الساحلية، منها العاصمة ووهران، تسجل أعدادا مرتفعة من الإصابة بوباء كورونا كوفيد 19، وهي الوضعية التي يقابلها تراخ ملحوظ وتراجع كبير في وعي المصطافين الذين يقصدون الشواطئ وأماكن الراحة والاستجمام هذه الأيام، حيث لا أثر للتدابير الوقائية والتباعد الجسدي، ما حول هذه الأماكن إلى بؤر محتملة للوباء أشد خطورة من الأعراس والتجمعات العائلية، وهو ما يجعل زيارة الشواطئ غير أمنة وقد تكون سببا في الإصابة بالفيروس.
وتعرف الولايات الساحلية بعد حوالي أسبوعين من قرار السلطات العليا للبلاد إعادة فتح نشاطات المقاهي والمطاعم وفتح الشواطئ، تراجعا خطيرا في الالتزام بالتدابير الوقائية من فيروس كورونا، حيث تعرف الشواطئ مظاهر لا وعي كارثية قد تجعل هذه الأخيرة بؤرا محتملة لتفشي الفيروس أخطر من الأعراس والتجمعات العائلية التي لا تزال ممنوعة.
وفي هذا الصدد، يقول عمر من العاصمة إنه قصد في حديث له مع “عاجل نيوز”، أنه في اليومين الماضيين، شاطئ العقيد عباس بزرالدة وقد تفاجأ بالإنزال البشري الذي عرفه الشاطئ وفي ساعات الصباح الباكر، مضيفا أنه لا أثر لأي تدابير وقائية، وهو ما جعله يعود أدراجه خوفا على نفسه وأبنائه من عدوى فيروس كورونا. سميرة هي الأخرى كانت ضحية ليوم على الشاطئ، حيث تقول “إنها أصيبت بالفيروس بعد يومين من ذهابها إلى شاطئ البحر”، مشيرة أن التباعد الجسدي لم يطبق بالشواطئ وأنها هي شخصيا تراخت في التقيد بالتدابير الوقائية، والنتيجة كانت إصابتها بالفيروس. لتضيف “لحسن حظي أن مناعتي قوية ولم أصل إلى مرحلة حرجة وأتابع الآن علاجي في المنزل”.
من جهتها، قالت حورية بانفعال إنها وتحت ضغط وإلحاح من أبنائها قررت الذهاب إلى الشاطئ ونصبت شمسيتها بعيدة عن الشمسيات الأخرى بمسافة مترين تطبيقا للإجراءات الوقائية، لكن وبعد أقل من ساعة اكتظ المكان من حولها وقدمت أكثر من عائلة ووضعت شمسياتها متلاصقة مع شمسيتها، قائلة “لدى إبدائي الانزعاج ردت علي إحدى النسوة بأن البحر تاع الجميع”، مضيفة “أستغرب من استمرار هذه الممارسات وهذه الذهنيات التي بسببها لن أقصد الشاطئ مرة أخرى خلال هذه الصائفة”.