مخابر الدواء تسوق الوهم للمقبلين على الباك
إشهارات لعشرات المكملات الغذائية الخاصة بتقوية التركيز تغزو القنوات التلفزيونية
غزت، هذه الأيام، القنوات التلفزيونية إشهارات لعشرات المكملات الغذائية التي تقوي الذاكرة وتزيد من التركيز، حيث كانت العديد من المخابر على موعد مع الامتحانات المصيرية للباك و”البيام” الذي انطلق اليوم واستغلت هذه الأخيرة لتسويق مجموعة واسعة من هذه المكملات التي يقبل عليها الطلبة بشكل كبير ودون وعي، في حين أن الأطباء يحذرون منها ويقللون من فعاليتها في زيادة التركيز.
ويلجأ الكثير من الطلبة المقبلين على اجتياز امتحان شهادة البكالوريا، وحتى شهادة التعليم المتوسط إلى تناول كميات معتبرة من المكملات الغذائية، وحتى بعض الأنواع من الأعشاب والخلطات الطبيعية التي تساعد على تكثيف التركيز، ومنح الطاقة اللازمة، وكذا إبعاد الضغط النفسي الذي بات سيد الموقف بالنسبة للمقبلين على اجتياز الامتحانات للانتقال إلى مرحلة جديدة من حياتهم الدراسية، وهو ما استغلته عدد من المخابر، حيث سطرت خطة تسويقية محكمة من خلال غزو وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بعشرات الإعلانات لأنواع مختلفة من المكملات ومقويات الذاكرة، من أجل زيادة حجم مبيعاتها، رغم أن الأطباء يحذرون من خطر هذه المكملات على الطلبة ويقللون من فعاليتها في زيادة التركيز وتقوية الذاكرة.
ويؤكد العديد من البائعين بالصيدليات على أن نسبة المبيعات الخاصة بالمكملات الغذائية ومقويات الذاكرة ارتفعت خلال الأيام الأخيرة، بالنظر إلى الإقبال الكبير على اقتنائها من قبل أولياء التلاميذ، أو الطلبة أنفسهم من المقبلين على اجتياز امتحان شهادة البكالوريا، فالأهم بالنسبة إليهم شحن الكثير من الطاقة، وإبعاد الضغط النفسي عنهم قبل حلول موعد الامتحان المصيري.
وفي ظل هذا الواقع، حذر العديد من الأخصائيين من آثار الاستهلاك العشوائي لمشروبات الطاقة والحبوب المقوية، وغيرها من المواد التي يقوم الطلبة، في هذه الفترة التي تسبق إجراء الامتحانات، باقتنائها لتحقيق بعض الأهداف التي تتعلق، حسبهم، بسهولة المراجعة، وتقوية الذاكرة خاصة، مؤكدين أن كل الأدوية التي يقوم الطلبة حاليا باقتنائها هي منشطات فقط وبإمكانها أن تؤثر على الجهاز العصبي للتلميذ، خاصة أنها تحرمهم من النوم، وهو الأمر الذي يعد خطيرا على السلامة العصبية للتلميذ. وفي ذات السياق، أوضح المختصون أن هناك فئة من الطلبة تفضل مشروبات الطاقة بدلا من الحبوب المنشطة، غير مبالين بمدى تأثيرها على الجهاز العصبي والهضمي في ظل زيادة الإفرازات الحمضية في المعدة والدورة الدموية.