أخبار عاجلةالحدثمجتمعنا

مسنون “تقتلهم” كورونا وهم أحياء والسبب سوء التكفل؟

يعانون وضعا صعبا وبعضهم لم يغادر منزله منذ 6 أشهر

 

كانت طاقتهم تهدر بين المقاهي والحدائق والأحياء الشعبية، أما اليوم، وبسبب أزمة كورونا، فالعديد منهم بات يقبع بين أربعة جدران في منزله خوفا من انتقال العدوى إليه، إنهم فئة المسنين بالجزائر والذين تضاعفت معاناتهم بسبب الأزمة الصحية. فمنهم من استطاع التأقلم والتعايش وعاد إلى حياته الطبيعية، ومنهم من لا يزال رهينة الخوف من فقدان حياته بسبب فيروس “لعين” يحصد أرواح ذوي المناعة الضعيفة، ليبقى سوء التكفل حتى من المحيطين بهم سببا أيضا في مزيد من المعاناة لهذه الشريحة.

ومن الملاحظ أن أزمة كورونا قد ضاعفت من معاناة فئة المسنين بالجزائر الذين يعيشون اليوم الروتين، التوتر النفسي والفوبيا من الوباء. فرغم أن هناك فئة من هؤلاء استطاعت تخطي الأزمة ونراهم في الشوارع والمقاهي والمساحات العمومية، فهناك من لا يزال “محتجزا” في منزله خائفا من إصابته بالعدوى، وهو حال “عمي محمد” الذي قال لـ”عاجل نيوز”: “6 أشهر وأنا في الحجر المنزلي خوفا من إصابتي بالفيروس، وأنا أعاني أصلا من ارتفاع الضغط الدموي ومرض السكري والربو”. مضيفا “طيلة هذه المدة لم أخرج سوى 3 مرات، مرتين لأزور طبيبي المعالج ومرة لأتمم معاملة توكيل لصالح ابني كي يتقاضى معاشي بدلا مني حتى لا أضطر كل شهر للوقوف في طوابير مصالح البريد”.

ويقول عمي محمد عن وضعه النفسي “صحيح أنني وبسبب مكوثي الطويل بالمنزل بت أعاني الملل والتوتر وحتى الأرق، ولا أستطيع النوم ليلا، لكن ذلك يبقى أحسن من أن أصاب بالفيروس وأنا مناعتي ضعيفة”.

من جهته، قال عمى نور الدين، وهو ستيني مصاب بقصور كلوي “عدا ذهابي إلى عيادة تصفية الدم بإجراءات وقائية جد صارمة، فإنني لم أذهب إلى مكان آخر منذ 6 أشهر”، مضيفا “في البداية كنت أجلس في الحي مع جيراني نتبادل أطراف الحديث، لكن عند إصابة أحد الجيران بفيروس كورونا بات الشارع ممنوعا عليّ، حيث فرض عليّ أبنائي حجرا صحيا صارما حتى لا أصاب بالعدوي”.

ولعل عمي محمد وعمي نور الدين هما عينتان فقط لآلاف المسنين في الجزائر ضاعفت كورونا من معاناتهم ويحتاجون لتكفل نفسي حقيقي، خاصة أن هؤلاء في الظروف العادية يعانون من مشاكل صحية ونفسية وصعوبات في تقبل واقعهم، بعدما وجدوا أنفسهم محالين على التقاعد دون أن تصبح لهم “فائدة اجتماعية”، رغم أنهم خبرة حياتية وعملية مهمة كان من المفروض الاستفادة منها ومحاولة إعادة إدماجهم في محيطهم بدل أن تمتص المقاهي والحدائق ما تبقى من طاقتهم.

إظهار المزيد

نصيرة. ك

صحفية منذ 2019، مختصة في الشأن الوطني.

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى