
جدران لا تعزل الصوت تكسر “حرمة” البيوت بالأحياء السكنية الجديدة؟!
جيران يسمعون نقاشات، شجارات وحتى خصوصيات بعضهم البعض بشكل يومي
لم يعد العديد من الجزائريين من ساكني الأحياء الجديدة المرحل لها مؤخرا يأمنون على أسرارهم في منازلهم، حيث يبدو أن المثل القائل “داري تستر عاري” بات غير صالح في كل الأزمنة والأمكنة، حيث يشتكي هؤلاء المواطنون أن السكنات التي يشغلونها جدرانها غير عازلة للصوت وهو ما بات يكشف أسرار البيوت وكل ما يقال داخلها، سواء تعلق الأمر بنقاش عادي أو حتى خلافات داخل الأسرة الواحدة والتي باتت غسيلا ينشر عند كل الجيران.
ويشتكي العديد من قاطني الأحياء السكنية الجديدة سواء بصيغتها الاجتماعية أو من مشاريع عدل و “أل بي بي” من مشكل يبدو للوهلة الأولى أنه بسيط، لكن أمام تقاسم كامل المرحلين لنفس الإشكالية فإن الأمر تحول إلى أشبه بالظاهرة ينبغي الوقوف عندها، والكثيرين فإن أسرار بيوتهم باتت غسيلا ينشر في كل وقت وحين، بسبب جدران الشقق التي يسكنوها والتي تعد جدرانا غير عازلة للصوت ما يجل ما يقال داخل المنزل يصل لكل الجيران في العمارة، سواء تعلق الأمر بحديث عادي أو خلافات وصراخ يحدث في كل الأسر الجزائرية.
ولمعرفة أكثر تفاصيل، بدايتنا كانت مع “مريم” قاطنة بالمدينة الجديدة لسيدي عبد الله ضمن صيغة عدل السكنية، حيث قالت مريم لـ”عاجل نيوز” أنها استلمت شقتها منذ حوالي سنة، وتعيش رفقة زوجها وثلاث بنات أكبرهن في السابعة عشرة من عمرها.
وتقول مريم إن فرحة “الرحلة” لم تكتمل لديها بسبب الشجارات اليومية بين المرحلين الجدد، زيادة على انتشار الفوضى والضجيج سواء المنبعث من خارج الشقق أو حتى من منازل الجيران، مضيفة “لم أكن أتخيل في البداية أن حديثي العادي مع زوجي وبناتي يمكن له أن يسمع من طرف الجيران، فغالبا ما كنت أستمع لجارتي وهي تصرخ على أولادها، وأنبّه عليها بضرورة الحديث بصوت منخفض خاصة في الليل أو وقت القيلولة، لكن شكواها هي الأخرى من تعالي أصواتنا جعلتني أفكر ألف مرة قبل أن أصرخ عليهم”، وتضيف محدثتنا أنها تفاجأت في إحدى المرات بسرد واقعة شجار حدثت بينها وبين زوجها من طرف جارتها، هذه الأخيرة التي أطلعتها على كامل التفاصيل الصغيرة والكبيرة، وباتت تعرف أسرارهم كاملة، ما جعلها تقول “امتنعت عن الشجار مع زوجي، وفي حال ما تشاجرنا فإنني أتفادى ذكر أي خصوصيات أو تفاصيل”.
من جهتهم، القاطنو0ن بالحي السكني الجديد سيدي محمد ببئر توتة بالعاصمة، يعانون من نفس المشكل، وفي السياق تقول “مليكة” إحدى المرحلين إلى هذا الحي السكني، “لحسن الحظ أن أغلب قاطني العمارة من الأقارب وكلّهم يعرفون كامل تفاصيل حياة بعضهم، وإلا لكان الأمر غير معقول، فشجار بسيط في الشقة المقابلة يسمع بالحرف الواحد، لاسيما إذا كانت النوافذ مفتوحة”، وتضيف محدثتنا إن جيرانها في حال ما يقصدون دورة المياه أو المطبخ لأخذ قارورة ماء أو أي شيء، فإن الحركة تحس وكأنها داخل الشقة، حتى أن ابنتها غالبا ما تنهض من النوم مذعورة ظنا منها أن شخصا قد دخل إلى شقتهم، أما في حال صراخ الأطفال ليلا فإن كامل العمارة تسمع ذلك ولا أحد يمكنه النوم ساعتها، فكأن العمارة كاملة بمثابة الشقة الواحدة التي يسكنها.