
لبنان: أولوية التزام الاحتلال بتعهداتها قبل الحوار حول سلاح حزب الله
بالتزامن مع تصعيد حزب الله اللبناني خطابه حول رفض نزع سلاحه، وتحديده ثوابت أساسية تحكم أي حوار حول الاستراتيجية الدفاعية، كثّف رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري بدوره مواقفه الإعلامية بشأن أولوية تنفيذ إسرائيل التزاماتها ووقفها النهائي لإطلاق النار وانسحابها من الأراضي اللبنانية.
ويشدّد بري في تصريحاته الصحافية الأخيرة، منها اليوم الجمعة، على أنّ لبنان نفّذ المطلوب منه، خصوصاً نشر الجيش اللبناني في الجنوب وانسحاب حزب الله منه، بعكس الصهيوني الذي ضاعف من اعتداءاته وغاراته، مؤكداً أننا “لن نسلّم السلاح الآن قبل تنفيذ الشروط المطلوبة من العدو”، لافتاً إلى أن “سلاحنا هو أوراقنا التي لن نتخلّى عنها بلا تطبيق فعليّ لاتفاق وقف النار والذهاب إلى حوار في مصيره”.
في الإطار، يقول مصدر مقرّب من بري لـ”العربي الجديد”، إنّ “مواقف رئيس البرلمان واضحة ومعروفة من الأساس، فهو أكد مراراً أنّ لبنان التزم بالكامل تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في حين ارتكب الكيان الصهيوني أكثر من ألفي خرق، ما أدى إلى سقوط عددٍ كبير من الشهداء والجرحى إلى جانب التدمير المستمرّ للبنى التحتية والمنازل والقرى والبلدات، وعمليات الاستهداف التي ضربت أيضاً العمق اللبناني، ضمنه الضاحية الجنوبية لبيروت”.
ويشير المصدر إلى أنّ “موضوع سلاح حزب الله هو على الطاولة وضمن النقاشات التي تجرى على مستوى الرئاسات الثلاث، لا سيّما بين الرئيسَين جوزاف عون ونبيه بري، وعلى مستوى الممثلين، وذلك تحضيراً للحوار الثنائي بين الحزب وعون، الذي، كما قال رئيس الجمهورية، يحتاج إلى ظروف معينة، ولا يمكن معالجة الموضوع بالضغوطات التي تحصل ومنها داخلية أو حصره بفترة زمنية”، ويشدّد المصدر على أنّه “بعيداً من المواقف السياسية التي تخرج من هنا وهناك، فإنّ موقف لبنان الرسمي واضح بشأن أولوية انسحاب الاحتلال من النقاط الخمس التي تحتلها، ووقف اعتداءاتها على الأراضي اللبنانية”.
وضمن مواقف له اليوم الجمعة، جدّد الرئيس اللبناني جوزاف عون التشديد على الحل الدبلوماسي “فاللبنانيون ملّوا الحروب”، وفق تعبيره، مشيراً إلى أنّ “العمل الدبلوماسي قد لا يعطي نتيجته سريعاً لكننا نعمل يومياً مع الجهات الدولية بعيداً من الإعلام لتحقيق الغاية المطلوبة”.
ميدانياً، يقول مصدر في الجيش اللبناني لـ”العربي الجديد”، إنّ “الجيش اللبناني يواصل انتشاره في الجنوب، ويقوم بالمهام المطلوبة منه في إطار ترتيبات وقف إطلاق النار، والعراقيل الوحيدة التي تحول دون إتمامه كل التزاماته هو استمرار الاحتلال والاعتداءات اليومية التي يقوم بها”.
ويشير المصدر إلى أنّ “وفداً عسكرياً أميركياً قام أمس الخميس بجولة في جنوب الليطاني، واطّلع على المهام التي يقوم بها الجيش، والأماكن التي داهمها، وكان التقييم أكثر من إيجابي ويظهر مدى جدية لبنان والتزام الجيش بدوره”. ولفت إلى أن “هناك جولات أخرى ستكون للوفد وكذلك لدوريات اليونيفيل في إطار مهام اللجنة المكلفة بمراقبة تطبيق وقف إطلاق النار للاطلاع على الوضع الميداني جنوباً، وسيكون هناك جولات على المواقع التي تسلَّمها الجيش اللبناني، وتلك التي يفكّكها وهي تابعة لحزب الله، ما سيؤكد أكثر للعالم مدى التزام لبنان بتعهّداته، بعكس العدو، ويدحض أيضاً كل مزاعمه”.
من جهتها، قالت نائبة الناطق الرسمي باسم قوات اليونيفيل، كانديس آرديل، إن جنود حفظ سلام كانوا يقومون بدورية دعماً للقرار 1701، صباح اليوم الجمعة، بالقرب من طير دبا جنوبي لبنان وتعرضت دوريتهم للاعتراض مرتين من أشخاص بملابس مدنية. وأضافت: “سلك جنود حفظ السلام طريقاً بديلاً وتمت ملاحقتهم لبعض الوقت، لكنهم تمكنوا من مواصلة دوريتهم المخطط لها. وقد أبلغنا الجيش اللبناني بالحادثة”. وتابعت آرديل: “إننا نُذكّر الجميع بأن قوات حفظ السلام تعمل، بالتنسيق الوثيق مع الجيش اللبناني، لدعم الحكومة اللبنانية في تنفيذ القرار 1701 في هذه المرحلة الحساسة. وأي محاولة للتدخل في أداء قوات حفظ السلام لواجباتها تتعارض مع التزام لبنان بالقرار 1701”.
على صعيدٍ آخر، تسلّم الرئيس اللبناني جوزاف عون، اليوم الجمعة، رسالة خطية من الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد نقلها إليه وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي أحمد فكاك البدراني، تضمنت دعوة رسمية لحضور أعمال مؤتمر القمة العربية، بدورته العادية الرابعة والثلاثين، ومؤتمر القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، في دورته الخامسة، اللذَين تستضيفهما بغداد (دار السلام)، يوم السبت، الموافق في 17 مايو/أيار المقبل.