
جزائريون يكتشفون إصابتهم بأمراض قاتلة بالصدفة؟!
يتهاون معظم الجزائريين في زيارة الأطباء الأخصائيين وإجراء الفحوصات الدورية للتأكد من سلامتهم من مختلف الأمراض، حيث لا تزال زيارة الطبيب عند أكثر من 90 بالمائة من المواطنين تقتصر على حالات المرض والمرض الخطير لأسباب عديدة لها علاقة بالثقافة الصحية في الجزائر، وحتى بعوامل اقتصادية ترتبط بغلاء أسعار الكشوفات عند الأطباء الخواص، لتكون النتيجة أن حوالي ربع الجزائريين يعيشون لسنوات وهم حاملون لأمراض مزمنة أمراض خطيرة وهم يجهلون ذلك من أساسه.
ولا تزال ثقافة زيارة الطبيب بصفة دورية الغائب الأكبر في مجتمعنا الجزائري. فزيارة الطبيب عند الجزائري مرتبطة بالضرورة القصوى فقط، وهو ما جعل حوالي 20 بالمائة من الجزائريين يعيشون لسنوات طويلة وهم حاملون لأمراض مزمنة وأخرى قاتلة وهم لا يعلمون إلا بعد دخولهم لقاعات الاستعجالات أو بعد تبرعهم بالدم، حيث تشير بعض الإحصائيات أن هناك 20 بالمائة من المواطنين مصابون بأمراض مزمنة على غرار السكري والضغط وأمراض حساسية وأمراض القلب والشرايين ولا يعلمون، كما أن هناك 10 بالمائة مصابون بالسيدا وأمراض قاتلة وفتاكة أخرى ولا يعرفون بإصابتهم، وهذا راجع إلى عدم زيارتهم للطبيب بصفة دورية، حيث أن هناك أمراضا لا تظهر أعراضها إلا بالكشف والتحاليل، على سبيل المثال هناك نوع من السكري لا يظهر إلا بإجراء التحاليل، حيث يتوجب على المواطن أن يزور الطبيب مرتين في السنة وإجراء التحاليل لجسمه لاكتشاف بعض الأمراض وعلاجها قبل أن يتعقد الأمر، ما يجعل السبب الأول لانتشار الأمراض المزمنة والقاتلة في الجزائر هو غياب التشخيص المبكر. وزيادة على تأثير هذا الأمر على الصحة العامة، فإن ذلك يكلف الدولة أيضا ميزانية ضخمة لعلاج أمراض كان يمكن تفاديها. وبرأي أهل الاختصاص فإن الدول المتقدمة باتت تعتمد اليوم على الوقاية وحملات التوعية والكشف المبكر، لتفادي الوقوع في الأمراض المزمنة التي تصاحب المريض مدى الحياة وتكلف أدويتها أموالا طائلة، بينما المواطن الجزائري يتحرك عندما يقع “الفأس في الرأس” ويكتشف إصابته بالمرض عن طريق الصدفة خلال فحص طبي أو صدمة عصبية أو دماغية أو إغماء، وهذا ما يجعل التحكم في المرض صعبا وأحيانا لا ينفع العلاج إلا إذا هيمن الداء على مختلف وظائف الجسم.