
الجزائر تدعو إلى موقف حازم من القضية الفلسطينية وتوثيق انتهاكات الاحتلال في “الأمن والتعاون الأوروبي”
جددت الجزائر، ممثلة في وفدها البرلماني المشارك في الدورة الـ 32 للجمعية العامة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا المنعقدة في بورتو بالبرتغال، التزامها المبدئي والثابت تجاه القضية الفلسطينية. ودعت الجزائر إلى اتخاذ موقف أكثر وضوحًا وصلابة من قبل المنظمة إزاء معاناة الشعب الفلسطيني، مقترحة إنشاء آلية برلمانية مشتركة لرصد وتوثيق انتهاكات الاحتلال ودفع نحو إجراءات فعلية لردعها.
جاء ذلك خلال عرض تقرير لجنة الشؤون السياسية والأمن ولجنة حقوق الإنسان والديمقراطية حول الانتهاكات المتواصلة لحقوق الشعوب الواقعة تحت الاحتلال. حيث تدخل النائب طرباق عمر، عضو الوفد البرلماني الجزائري، لدعم اقتراح قدمته النائبة الإيطالية آنا بيلوتي، والذي يهدف إلى تبني المنظمة لموقف أكثر فعالية تجاه الأوضاع في فلسطين.
- من التنديد إلى التحرك العملي
شدد البرلماني الجزائري على أن “المواقف المناصرة للحق يجب أن تتحول إلى تحركات عملية داخل المنتديات الدولية، بدل الاكتفاء بالتنديد الخطابي”. وأشار النائب إلى المعاناة اليومية التي يواجهها الشعب الفلسطيني من حصار وتدمير للبنية التحتية، واقتحامات متكررة للمساجد والقرى، وجرائم ممنهجة ضد المدنيين والأطفال. ودعا إلى إدراج القضية الفلسطينية ضمن أولويات المنظمة، ليس فقط كقضية إنسانية، بل “كقضية قانونية وأخلاقية يجب إنصاف أصحابها”.
- الجزائر تستعرض جهودها وتداعيات التجارب النووية الفرنسية
في سياق آخر، فتح النقاش حول “التأثيرات المتزايدة للتغير المناخي على الأمن الإنساني في المنطقة الأورو-متوسطية وضرورة إشراك دول مثل الجزائر في الجهود المشتركة لمكافحة التصحر ورفع تحديات الأمن الغذائي والمائي”. أبدى الوفد الجزائري اهتمامه بهذا المحور، مستعرضًا الجهود الوطنية المبذولة في الجزائر لمكافحة التغيرات المناخية، خاصة في المناطق الجنوبية المتضررة من آثار التجارب النووية الفرنسية القديمة، والتي سبق للوفد أن أثارها في مداخلة سابقة.
تأتي هذه المشاركة لتؤكد التزام أعضاء وفد البرلمان الجزائري بالنهج الدبلوماسي الحريص على الدفاع عن القضايا العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مع الحرص على تعزيز العلاقات التعاونية مع مختلف الدول الأعضاء بما يخدم مبادئ السلم، التنمية، والعدالة الدولية.