
في لقاء يجمع بين ذكريات المجد الإفريقي وألم الصدمات القارية، يترقب عشاق كرة القدم مواجهة استثنائية تجمع نجم المنتخب الجزائري، رياض محرز، بمدربه السابق، جمال بلماضي، وذلك عندما يلتقي ناديا الأهلي السعودي والدحيل القطري يوم 29 سبتمبر الجاري في دوري أبطال آسيا للنخبة.
المواجهة التي ستجري على أرضية استاد عبد الله بن خليفة في الدوحة، تحمل بُعداً تاريخياً ورمزياً كبيراً، كونها أول لقاء مباشر بين الثنائي منذ الوداع المخيب للمنتخب الجزائري من دور المجموعات في كأس أمم إفريقيا 2023 على يد موريتانيا، وهي المباراة التي مثلت النهاية المأساوية لمسيرة بلماضي الذهبية مع “الخضر”.
- من شراكة تاريخية إلى مواجهة تنافسية
لطالما ارتبط اسم الثنائي بأعلى لحظات المنتخب الجزائري مجداً وأسوأها مرارة. فتحت قيادة بلماضي، وقف محرز كقائد وأسطورة قاد فريقه للتتويج التاريخي بلقب أمم إفريقيا 2019 في مصر، ليعيشا معاً لحظات لا تنسى. لكن تلك الشراكة نفسها شهدت أيضاً صدمات قاسية، من الإخفاق في حمل اللقب في 2021، إلى الخروج المبكر المذل في 2023، مروراً بالكابوس الأكبر: الإقصاء عن مونديال 2022 في اللحظات الأخيرة أمام الكاميرون.
هذه المرة، سيقف كل منهما على الضفة المقابلة. محرز، نجم الأهلي السعودي، الذي يعيش انتعاشة مع ناديه الجديد، سيكون في مواجهة مباشرة مع بلماضي، مدرب الدحيل القطري، الذي يعود إلى تدريب الأندية سعياً لإثبات جدارته من جديد.
- علاقة متينة تتجاوز كرة القدم
على الرغم من انتهاء عقدهم الرسمي مع المنتخب، تبقى العلاقة بين اللاعب والمدرب متينة وقائمة على الاحترام المتبادل. فقد قاد بلماضي محرز في 65 مباراة، منحه فيها شارة القيادة في 45 منها. وفي تصريحات سابقة، أكد نجم مانشستر سيتي السابق أن بلماضي “علمه كيف يكون قائدًا لبلد بأكمله، لا مجرد قائد لفريق”، ملقياً الضوء على الجانب الإنساني والتأثير العميق الذي تركه المدرب فيه، رافضاً في الوقت ذاته فكرة حصوله على معاملة استثنائية، مشيراً إلى أنه كان يتحمل “ضغطاً مضاعفاً”.
- لقاء استثنائي قبل موعد مصيري مع “الخضر”
يأتي هذا اللقاء الآسيوي في توقيت بالغ الحساسية لكلا الطرفين. فبلماضي يسعى لتدعيم بدايته المتذبذبة مع الدحيل وإثبات أنه لا يزال قادراً على قيادة الفرق نحو الانتصارات. أما محرز، فيحمل على عاتقه مسؤولية قيادة فريقه في بطولة قارية.
ولكن الأهم من ذلك، أن هذا اللقاء يسبق بأيام قليلة فقط انعقاد المعسكر المرتقب للمنتخب الجزائري في أكتوبر، حيث يخوض “الخضر” مواجهتين مصيريتين في تصفيات كأس العالم 2026 ضد الصومال وأوغندا. يحتاج المنتخب الجزائري، بقيادة المدرب الحالي فلاديمير بيتكوفيتش، إلى 3 نقاط فقط فقط للتأهل رسمياً إلى المونديال الأمريكي، وهو ما قد يضفي على لقاء الدوحة طابعاً شخصياً للنجم محرز، الذي سيكون همه الأكبر هو طي صفحة الإخفاقات السابقة وفتح صفحة جديدة مع المنتخب الوطني الأول لكرة القدم.
القدر يعيد الجمع بين محرز وبلماضي مرة أخرى، ليس على دكة منتخب الجزائر، ولكن على جانبي الملعب، في فصل جديد من فصول علاقتهما المعقدة، قبل أن ينطلقا كل في مساره، واحدٌ نحو هدف التأهل العالمي، والآخر ساعٍ لإثبات الذهب من جديد على الساحة الآسيوية.



