
اغتيال “الرجل 2”.. “حزب الله” يشيع القيادي هيثم الطبطبائي و4 من رفاقه في الضاحية
شيّع حزب الله، اليوم الاثنين، القيادي هيثم علي الطبطبائي و4 من رفاقه بعد استشهادهم في غارة صهيونية على شقة سكنية في منطقة حارة حريك، باستهداف هو الثاني للضاحية الجنوبية لبيروت منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024. وواصل جيش الاحتلال خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار، منذ صباح اليوم، عبر التحليق المنخفض في البقاع والعاصمة بيروت، إلى جانب استهداف مرتفع السدانة، شمال بلدة كفر شوبا، وأطراف بلدتَي حولا، والزلوطية، جنوبي لبنان.
وأقيمت مراسم التشييع في منطقة الغبيري في بيروت، وسط حشد كبير من المشاركين، وذلك على وقع تحليق لطيران الاحتلال، على علو منخفض، لم يفارق سماء العاصمة منذ ساعات الصباح. وللمرة الأولى منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار، أصدر حزب الله أمس 5 بيانات نعي، مرفقة هذه المرة بعبارة “شهداء فداءً للبنان وشعبه”، بعدما كان يربط إبّان حرب 2023، بياناته بشعار “على طريق القدس”، من دون أن يتوعّد بتنفيذ أي ردّ على العملية، لكنّ مسؤوليه صعّدوا مواقفهم، تجاه الدولة مطالبين إيّاها بالتحرّك الفعّال لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة لسيادة لبنان.
وقال رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله علي دعموش إن الاحتلال “ارتكب خطأ كبيراً” باغتيال القيادي هيثم علي الطبطبائي، مما “سيبقيه قلقاً ومستنفراً في مواجهة الردود المحتملة”، مضيفاً أن “العدو ظنّ مراراً أن استهداف واغتيال القادة سيضعف المقاومة، لكنه أغفل حقيقة أن حزب الله يزداد قوة وعنفواناً برحيل الشهداء”.
وتابع دعموش أنّ “كل التهديدات والحصار والضغوط التي تُمارَس اليوم لن تنفع، وإذا كان يوجد في لبنان والعالم من يهتم إلى سيادة هذا البلد واستقلاله الحقيقي واستقراره، عليه أن يضغط ويلزم العدو بوقف عدوانه واستباحته للبنان”، مضيفاً “لو قتلتم من قتلتم، ودمّرتم من دمّرتم، فلن نكون معنيين بأي طرح أو مبادرة قبل وقف الاعتداءات الصهيونية والاستباحة والتزام العدو بموجبات اتفاق وقف إطلاق النار”، مؤكداً أيضاً “العهد على البقاء في الميدان، لحماية سيادة لبنان في مواجهة المشاريع الإسرائيلية وراعيتها أميركا”.
ولفت إلى أن “جوهر المشكلة هو العدوان المستمرّ على لبنان، وليس الجيش اللبناني أو المقاومة”، معتبراً أن “كل التنازلات التي قدمتها الحكومة، من حصرية السلاح، إلى القبول بالورقة الأميركية، وانتشار الجيش اللبناني، وصولاً إلى الاستعداد للتفاوض لم تثمر ولم تؤدِّ إلى أي نتيجة، فيما العدو يستبيح اليوم كل لبنان ويضغط في الاتجاهات كلّها من أجل أن نستسلم، لكننا لن نستسلم وهذا ليس وارداً على الاطلاق مهما بلغ حجم التهديد والتهويل”.
وقال دعموش خلال مراسم التشييع “برحيل أبو علي، فقدت المقاومة أحد أبرز صنّاع انتصاراتها واستراتيجياتها”، مشيراً إلى أنه “أمضى أكثر من 35 عاماً في ميادين الجهاد والعمل المقاوم، وكان من أوائل القادة الذين خطّطوا وأداروا معارك أولي البأس (سبتمبر 2024)، وكسر الهجوم البري للعدو الصهيوني”، لافتاً إلى الدور البارز الذي لعبه أيضاً في مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار، من خلال قيادة المقاومة والتخطيط والبناء ورسم استراتيجيات المواجهة.
وتواصلت الأعمال في الضاحية الجنوبية لبيروت منذ ساعات الصباح، من أجل الكشف على المباني المتضررة من جراء الغارة الصهيونية، والمبنى الأساسي المستهدف بعملية الاغتيال، فيما تفقد أصحاب المحال والمتاجر والمؤسسات ممتلكاتهم، ومنهم من عاود العمل من جديد، لتعود الحركة تدريجياً خلال النهار.



