أخبار عاجلةالحدثمجتمعنا

الزواج بـ”الفيش دو باي” في الجزائر

عائلات تشترط العمل القار لتزويج بناتها وحظوظ أصحاب المهن الحرة تتراجع

 

تمادت العديد من الأسر في وضع الشروط والمعايير لاختيار أزواج لبناتهم، إلى درجة أن هناك عائلات باتت تطالب بكشف راتب الراغب في خطبة بناتها ضمانا لمستقبلها على حد تفكيرهم، حيث بات مطلوب عرسان بوظائف قارة وكشوف رواتب ثقيلة الأرقام، في حين تراجعت حظوظ أصحاب المهن الحرة والمهن اليومية في الزواج بعدما عصفت أزمة كورونا بنشاطهم لأشهر.

وبعد أن تجرد الزواج من قدسيته في المجتمع، لا عجب في أن يصبح مجرد صفقة تجارية تفرض فيها كل الشروط، فالأسر اليوم باتت تختار لبناتها أزواجا بوظائف قارة أو عاملين عند “الدولة” كما يطلق على أصحاب الوظائف في المؤسسات العمومية، ويحبذ أن تكون أجورهم 4 مرات الأجر الوطني المضمون، خاصة بعد أزمة كورونا التي عصفت بدرجة أولى بأصحاب المهن الحرة والعمال اليوميين الذين عانوا بطالة قسرية لأشهر، ما تسبب في صعوبات مادية لهم وللعائلات التي يعيلوها.

ويروي حمزة لـ”عاجل نيوز” وهو إطار في مؤسسة عمومية تقدم لخطبة فتاة دلته عليها عمته، فهي ابنة جيرانها، ويشهد لها الجميع بالاستقامة، أنه ولدى تقدمه لخطبة الفتاة فإن أول سؤال كان من والدها عن عمله وكم يتقاضى، مشيرا أن سؤالا كهذا وفي أول يوم تعارف أصابه بالذهول، غير أن والد العروس المحتملة تحجج بأنه يريد التأكد والاطمئنان على مستقبل ابنته ووضعها المادي في منزلها الجديد. ليضيف حمزة أنه وبسبب هذا السؤال تراجع عن قرار خطبته للفتاة، معتبرا أن الأجر هو من الخصوصية ومن يسأل سؤالا كهذا في أول يوم تعارف لا يعول عليه ويمكنه أن يتدخل في أمور أكثر خصوصية مع الوقت، على حد تعبير حمزة.

محمد هو الآخر كانت صدمته كبيرة عندما رفض والد من كان يريد خطبتها الموافقة عليه كزوج لابنته لأنه لا يعمل عند “الدولة” ومهنته حرة، حيث يشتغل حلاقا، مضيفا أن الوالد قال له بكل صراحة إن مهنته فيها “الريسك” المادي، فأزمة كورونا على سبيل المثال أجلست الحلاقين في المنزل لأزيد من 3 أشهر، وهو ما جعل والد الفتاة يضع له شرط البحث عن عمل قار في شركة عمومية أو حتى خاصة ليزوجه ابنته.

وفي وقت يشتكي الشباب من الشروط التعسفية التي تفرضها بعض الأسر لتزويج بناتها، فإن للفتيات رأيا آخر، حيث تقول مروة إنه من حقها وحق أسرتها ضمان مستقبلها، فمن غير المعقول أن تقبل بزوج عاطل عن العمل أو عمله مناسباتي، مضيفة أنه وكما للخطاب شروط ولا يجدون عيبا في ذكرها فإنه للفتيات أيضا شروط ولا عيب في الحديث عنها منذ البداية، حتى يكون الزواج على مبدأ سليم.

أما سمية فتقول إنها من اللواتي طالبن برؤية كشف راتب أحد الراغبين في خطبتها، ليس من باب الرغبة في زوج له أجر مرتفع، وإنما للتأكد من صحة كلامه، مشيرة أنها كادت أن تتعرض للاحتيال من طرف أحد الأشخاص تقدم لخطبتها سابقا وأكد أنه إطار في مؤسسة عمومية ولديه شقة خاصة، ليتضح أنه عاطل عن العمل ويسكن مع والديه.

إظهار المزيد

نصيرة. ك

صحفية منذ 2019، مختصة في الشأن الوطني.

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى