الحدثعاجل نيوزمجتمعنا

آباء وأمهات يربون أبناءهم بـ”السبّان”؟!

الكلام الفاحش تحول إلى لغة تواصل داخل بعض الأسر

تحول الكلام الفاحش في مجتمعنا، في السنوات الأخيرة، إلى لغة التواصل الوحيدة بين الشباب من الجنسين، وبات لا يقتصر فقط على الشارع والأماكن العمومية، بل وصل حتى منازل الجزائريين، وأصبح يردد على لسان آباء وأمهات من المفروض أنهم هم من يربون الجيل الجديد، في تراجع أخلاقي رهيب ينذر بكارثة اجتماعية وأخلاقية.

وينتشر الكلام الفاحش بشكل مخيف وسط الجزائريين، حيث أصبح متداولا بصورة عادية في الشوارع وحتى في البيوت، والأكثر من هذا بات لا يقتصر على الكبار، بل تعدى إلى الصغار والعنصر النسوي أيضا، حتى أن شريحة واسعة من الجنس اللطيف باتت تتفوه بعبارات لا يقدر معشر الذكور على نطقها، بينما هناك أسر يردد فيها الكلام الفاحش بشكل عادي، وحتى آباء وأمهات باتوا يربون أبناءهم بـ”السبان”، في تدهور أخلاقي خطير أنتج جيلا من الأطفال يحفظ الكلام الفاحش أكثر من حفظه لآيات من القرآن الكريم. ولم يعد استعمال العبارات النابية والمخلة بالحياء مقتصرا فقط على لحظات الغضب والتعصب عند الجزائريين، بل امتدت ظاهرة استعمال الكلام البذيء حتى إلى تجاذب أطراف الحديث العادي بين الأفراد، في المقاهي والشوارع وحتى على أبواب المساجد والفضاء الجامعي والمدرسي. وفي هذا الصدد، قالت المختصة الاجتماعية، أمال طايبي، إن تفشي ظاهرة الكلام الفاحش بين الجزائريين خلق اهتزازا خطيرا في البناء الاجتماعي ما دامت الأسرة، وهي الخلية الأولى، تشكو هي الأخرى من مثل هذه الظاهرة، حيث هناك آباء وأمهات باتوا يستعملون عبارات سب وكلاما فاحشا في تعاملهم اليومي مع أبنائهم. وأرجعت ذات المختصة هذه الظاهرة إلى عدة عوامل، منها تراجع قيم التماسك العائلي وتدني القيم الأخلاقية ونقص الوازع الديني بسبب غياب التوجيهات الشرعية التي تقر بحرمة مثل هذه الممارسات والتصرفات غير الأخلاقية.

من جانب آخر، وفيما يتعلق بامتداد ظاهرة الكلام الفاحش للأطفال، قالت طايبي إن الإنسان هو ابن بيئته يتفاعل معها إيجابا أو سلبا، مشيرة أن الدور الأساسي في وقف هذه الظاهرة يعود للوالدين ثم بقية أفراد المجتمع، على غرار أبناء الحي وزملاء الدراسة، غير أن تخلي كثير من الآباء عن مسؤولياتهم في متابعة أبنائهم، وغياب الخطاب الديني المسجدي الفاعل والمؤثر، إضافة إلى اقتصار المدرسة على التعليم دون التربية، وكذا غياب السلطة القانونية الصارمة في تطبيق القوانين ذات الصلة بحماية المجتمع، جعلت الظاهرة تستمر بل تأخذ أبعادا أخطر في السنوات الأخيرة، إلى درجة أن الكلام الفاحش تحول  من أسلوب حوار معزول عند البعض إلى لغة تواصل لدى الجيل الجديد.

إظهار المزيد

نصيرة. ك

صحفية منذ 2019، مختصة في الشأن الوطني.

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى