
لم تعد الوظيفة الواحدة تكفي الجزائريين، فحتى أصحاب الأجور المرتفعة نوعا ما باتوا يشتكون من عدم قدرتهم على تغطية مصاريف المأكل والملبس والدواء وحتى الكراء، وهو ما يجعل أكثر من نصف العمال في الجزائر يجمعون بين أكثر من وظيفة كأحسن حل بدل اللجوء لـ”الكريدي” في كل مرة لإعالة عائلاتهم.
وقد تحولت مزاولة وظيفة ثانية إلى ضرورية وإجبارية في الوقت الحالي الذي تعرف فيه أغلب الأسر تدهورا كبيرا في قدرتها الشرائية تضاعف أكثر منذ بداية الأزمة الصحية، ولم تعد وظيفة واحدة تلبي احتياجات العائلة، أمام تضاعف المصاريف خاصة بالنسبة لأرباب الأسر الذين لديهم أكثر من طفل، وهو ما جعلهم يبحثون عن عمل ثان مؤقت ولو بأجر بسيط من أجل دعم أجورهم الأساسية وعدم اللجوء كل مرة لـ “الكريدي” لإعالة أسرهم. وفي هذا الصدد، يقول محمد الذي يعمل كحارس في إحدى بلديات العاصمة في تصريح لـ”عاجل نيوز” إن أجرته لا تكفيه لإتمام نصف الشهر، مضيفا “في الماضي كنت ألجأ للكريدي لكن ذلك لم يكن حلا باعتبار أن الاستدانة باتت تمثل عبئا ماليا إضافيا علي، لأجد أمامي سوى حل الوظيفة الثانية”. وأضاف محمد أن له وظيفة ثانية كمساعد عامل بناء، مؤكدا أن أجرته في الوظيفة الثانية تكون في بعض المرات أعلى من أجرته في وظيفته الأساسية كحارس ليلي في إحدى بلديات العاصمة. من جهته، قال عيسى الذي يعمل سائقا لدى إحدى المؤسسات الخاصة وبنظام 24 ساعة مقابل 48 ساعة راحة، إنه وبحكم استفادته من يومي راحة كاملين مقابل عمل يوم واحد، فقد قرر أن يزاول نشاطا ثانيا، حيث تلقى تكوينا في الدهان والأسقف الصناعية لتصبح بذلك مهنته الثانية تدر عليه ربحا يفوق الأولى بعشرات الأضعاف، مشيرا أن جميع زملائه مثله يفضلون العمل عوض البقاء في المنزل. من جانبه يقول صفيان الذي يعمل عون أمن إن أجرته وبسبب الأسعار الحالية فقد تحولت لمنحة غذاء لا غير، وأمام التزاماته العائلية فقد وجد نفسه مضطرا لمزاولة عمل ثان حيث يعمل كسائق كلونديستان غير شرعي. ورغم عدم شرعية هذا النشاط، يؤكد صفيان أنه مجبر على ممارسته كونه لا يملك مؤهلات لممارسة نشاط آخر، مشيرا أن أزمة كورونا جعلت دخله من عمل “الكلونديستان” يفوق بكثير دخله في عمله الأساسي.