يعد مرض العجز الجنسي من أكثر الطابوهات الاجتماعية والنفسية المؤدية إلى تفكك الأسر وخراب البيوت وارتفاع نسبة الطلاق والخلافات الزوجية بين الجزائريين، بسبب توجه المرضى إلى الكتمان وإخفاء المرض وامتناعهم عن العلاج، ما يؤثر سلبا على حياتهم العائلية والاجتماعية، في حين يعتبر هذا المرض من الأمراض المسكوت عنها وغير المتكفل بها من طرف السلطات الصحية في الجزائر، رغم أن هذا الأخير يضرب حوالي 4 ملايين جزائري حسب أرقام غير رسمية، وهو ما يستدعي تصنيف هذا المرض في خانة الأمراض الصحية المنتشرة في بلادنا وتحركا من طرف وزارة الصحة لوضع مخطط صحي للتحسيس والتوعية، لاسيما أن بعض الرجال يعتبرون المرض طابو من طابوهات المجتمع.
وتشير أرقام غير رسمية أن حوالي 60 بالمائة من فئة الرجال الجزائريين من 30 سنة فما فوق أصبحوا يعانون من الضعف الجنسي والمؤدي في كثير من الأحياء لعجز كلي، وهو ما يستدعي دق ناقوس الخطر حول التستر على هذه الظاهرة في ظل نقص الثقافة الجنسية، وكذا مغبة البيع العشوائي في الصيدليات للمقويات الجنسية لما لها من تأثيرات جانبية قد تؤدي إلى الموت. فأغلب المعانين من الضعف الجنسي يتكتمون على الأمر ويلجأون إلى طرق العلاج العشوائي سواء بالأعشاب أو بالمقويات دون زيارة الطبيب.
ويحذر المختصون بشدة من عواقب ذلك، حيث تشير بعض المعلومات من وزارة الصحة إلى وفاة 30 بالمائة من متعاطي المقويات الجنسية دون استشارة الطبيب، بالسكتات القلبية. فبعض المصابين بأمراض مزمنة أو أمراض جانبية لا يعلمون بها، مهددون بخطر تناول أعشاب أو مقويات جنسية بطريقة عشوائية. وبالنسبة لأهم الأمراض التي تؤثر على القدرة الجنسية للجزائريين، يشير المختصون أن الأمراض المزمنة تأتي في المقدمة على غرار السكري وضغط الدم وأمراض القلب والأنيميا والتشوهات الخلقية في الأعضاء الجنسية، ناهيك عن أمراض السرطان والأمراض العصبية وقصور عمل الغدة الدرقية وأمراض الأوعية الدموية، بالإضافة إلى تلف الأعصاب وتصلب الشرايين التي تصيب المدمنين على التدخين والمصابين بارتفاع الكوليسترول في الدم وبارتفاع ضغط الدم، وكذلك الأمراض الهرمونية على غرار نقص معدل هرمون التيستوستيرون عند الرجل، القصور الكلوي والبدانة والارتجاج أو جلطات المخ وداء الصرع، فيما يواجه مرضى السكري هذه المشكلة أكثر من غيرهم من 3 إلى 4 مرات من المعدل، كما يتسبب تناول أدوية معينة في ظهور عجز جنسي مؤقت، وأيضا بعد العمليات الجراحية لعلاج التهاب أو سرطان البروستات. وتؤثر عادات مثل التدخين وإدمان الكحول والمخدرات على الرجولة، وحتى التعب والإرهاق. ومن الناحية الاجتماعية، فكثير من الأسر دمرت، وكثير من الخلافات الزوجية وصلت أروقة القضاء عن تهم الخيانة الزوجية والزنا، كما أن غالبية قضايا الطلاق والخلع، يعتبر العجز الجنسي من أهم دوافعها، وهذا ما يتطلب دق ناقوس الخطر وضرورة القيام بدراسات وحملات تحسيسية لمساعدة المرضى على العلاج، مع تكثيف حملات التحسيس باعتبار أن الضعف الجنسي مرض صحي يحتاج لعلاج عند الطبيب.